#الشباب إلى أين ؟
الإنحدار الأخلاقي وحجم المعاناة على فئة ليست بالقليلة من الشباب ما هي إلا دليل واضح على اختلال المنظومة الحياتية لمجتمعاتنا الشرقية ، فبات الغزو الثقافي متفشياً في الأوساط العربية فأصبح الشباب أسرى لسلوكيات غربية غريبة لا تمت لبيئتهم بصلة وتناسوا ما توارثوه من القيم ، فآلت الأحوال إلى التشبه بالغرب ونمط حياتهم لترسيخ بذلك المظاهر الدخيلة كأسلوب حياة ، فهبطت بمستوى الذوق العام ، لتشوه بذلك ميراثنا الأصيل ليصبح الجيل بلا هويه .
وان وقوفنا متفرجين لما يحدث ما هو إلا تجسيد دور (الكومبارس) متناسين أن الأسرة هي اللبنة الأهم لتنشئة الأبناء واهم ركائزها لبناء المجتمع ورفعته ، وأن التربية الاصيلة الصحيحة لا تتنافى مع تطلعاتهم بل تجعل منهم أجيالاً متوازنة روحياً ، عقلياً ، صناعاً لأوطانهم ، بناة المستقبل .
أما رؤيتي لحال أجيالنا اليوم وتقليدهم الأعمى تحت مسمى الحرية والإنفتاح دليل خواء وضعف لا قوة وحنكة في غياب لغة الحوار ، المنطق ما هو إلا تهميشاً لسماتهم و مواهبهم فجعلت منهم جيلاً مشبعاً بالتناقضات منسلخين عن واقعهم ، فيبدأون رحلة الحياة تائهون لتسير بهم القافلة حيثُ شاءت وكأن الكون بأسره يقف متآمراً على طمس ثقافتنا ، و عروبتنا المتجذرة حتى النخاع .