السيسي يُعلن في ظهور مشترك مع حفتر عن مبادرة لحل صراع ليبيا.. و”الوفاق” ترفضها

سواليف
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت 6 يونيو/حزيران 2020، عن مبادرة سياسية لحل الصراع الدائر في ليبيا تتضمن تشكيل مجلس رئاسي منتخب، ووقف إطلاق النار، اعتباراً من الثامن من يونيو/حزيران الجاري، لكن حكومة الوفاق المُعترف بها دولياً أعلنت عن رفضها للمبادرة.

حفتر في القاهرة: جاء الإعلان عن المبادرة المصرية في مؤتمر عقده السيسي في القاهرة مع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح، وقال السيسي إنه اتفق معهما على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا.

السيسي قال إن الاتفاق يهدف “إلى ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة”، وإنه “يلزم كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها”.

كذلك أعلن السيسي عن التوصل إلى اتفاق يشمل أيضاً تجديد الدعوة لاستئناف المفاوضات في جنيف، مضيفاً أن المبادرة تتضمن أيضاً “إطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد”، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

من جانبه، قال عقيلة صالح، خلال المؤتمر مع السيسي، إن “المبادرة تنص على تعيين رئيس ونائبين للرئيس ورئيس للحكومة لفترة انتقالية تمتد لعام ونصف العام”، في حين دعا حفتر إلى إجراء حوار يشارك فيه الليبيون، وينتج عنه مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية.

تأتي زيارة حفتر وصالح للقاهرة في ظل خلاف مستمر بينهما، منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو/ أيار الماضي، رفضه إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015.

“الوفاق” ترفض المبادرة: وفي أول ردّ لها، أعلنت حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة عن رفضها للمبادرة، وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري: “نرفض أي مبادرة لا تقوم على الاتفاق السياسي الليبي”، مضيفاً أنه “لا مكان لحفتر في أي مفاوضات قادمة”.

المشري وفي تصريحات لقناة “الجزيرة”، قال إن “حفتر يريد العودة إلى طاولة المفاوضات بعد تكبده الهزيمة ونحن نرفض ذلك”، معرباً عن استغرابه في أن يضع حفتر شروطاً وهو مهزوم عسكرياً، وأضاف أن الحكومة “ترفض التدخل المصري في كل ما يهم الليبيين لأننا دولة ذات سيادة”.

كذلك وصف المشري حفتر بأنه “أداة بيد دول إقليمية”، وقال إن بلاده ترفض أي تبعية أو إملاء للشروط، وشدد على أن الحكومة تعتبر نفسها في حالة قطيعة وحرب مع الإمارات.

هزائم متتالية لحفتر: تأتي زيارة حفتر وصالح للقاهرة وتوقيت طرح المبُادرة من السيسي، في وقت تتعرض فيه قوات الجنرال الليبي لخسائر سريعة ومتتالية من قبل قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق.

آخر الهزائم التي لحقت بقوات حفتر، الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، بعدما سيطرت قوات الحكومة على مدينة ترهونة الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، بعد يوم من الإعلان عن استكمال تحرير العاصمة من ميليشيات حفتر.

بهذا التقدم بسطت حكومة الوفاق سيطرتها على معظم أنحاء شمال غربي ليبيا، واستردّت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي، عندما بدأ الزحف نحو طرابلس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

كذلك فإن هزائم حفتر تُقابَل ببرود من قبل حلفاء دعموه لفترة طويلة في هجومه على العاصمة الليبية، حيث كانت مدينة ترهونة الواقعة في التلال جنوب شرقي طرابلس قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة، ويشير سقوطها السريع إلى أن داعمي حفتر في الخارج كانوا أقل ميلاً لدعم مسعاه للسيطرة على البلد بأكمله، بعد تدخل تركيا الحاسم لوقفه.

يتلقى حفتر دعماً من مصر والإمارات والأردن، بينما تدعم أنقرة قوات الوفاق، وتقول وكالة رويترز إن الدعم التركي للحكومة يُعد عاملاً أساسياً في نجاحها بالفترة الآخيرة.

معركة سرت: قبل لقاء السيسي وحفتر بساعات، أعلنت قوات حكومة الوفاق إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت، وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم جيش الحكومة: “صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت، حيث نفذ سلاح الجو 5 ضربات جوية في محيطها، استهدفت آليات مسلحة لميليشيات حفتر الإرهابية والمرتزقة”.

كان قنونو قد وجه “الإنذار الأخير إلى كل من رفع السلاح إلى جانب الإرهابيين والمرتزقة في مدينة سرت، وتمرّد مع مجرم الحرب حفتر لمحاربة الدولة”، وطالب المسلحين بإلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم، مضيفاً: “لا قِبل لكم بما جئناكم به، لقد نفد الوقت، سلموا تسلموا، ونعاهدكم بمحاكمة عادلة”.

أشار المتحدث إلى أن تعليمات الجيش لقوات الحكومة تقضي “بسحق المتمردين والقضاء على بؤر التمرد دون رحمة أو شفقة، أي هدف يشكل خطراً ثابتاً كان أو متحركاً سيتم استهدافه وقصفه على امتداد الأراضي الليبية دون استثناء، ولا يوجد أي خطوط حمراء، دولة ليبيا ستكون مقبرة لمن اختار أن يتمرد عليها ويهدد أمنها وسلامتها”.

في وقت مبكر من اليوم السبت، ذكرت عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق أنّ مجموعات عديدة من الميليشيات التابعة لحفتر والمرتزقة الذين يقاتلون إلى جانبه فرّوا من سرت، ليلة الجمعة- السبت، فيما عرض أعيان المدينة تسليمها للحكومة الشرعية.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى