#السنوار_الأسطوري
#محمود_أبو_هلال
اثنان وستون عاما في المخيّمات وفي الأزقّة وفي الميادين وفي المعتقلات وفي الزنازين وفي الأنفاق وتحت التراب.. وفي حواصل الأبابيل ثابتا صابرا صامدا مقداما.
اثنان وستون عاما، أي أكثر ممّا يأمله مقاتل حرية عاش كل سنواته على حافة الموت، على أبواب شيخوخة، ولكنه في كامل أناقته بزيه العسكري.. يحضن سلاحه ويواجه عدوه في ميدان المعركة، كأنه شاب في العشرين.
اثنان وستون عاما ما سقط يمينا في قعر البراغماتية، ولا تاه شمالا في صحراء التطرّف والعدمية.
بعد كل هذا.. لا يمكنه إلا أن يرتقي بهذا الشكل الملحمي!
لا يمكن لمن هندس ملحمة إذلال الكيان الدموي يوم السابع، وهندس أسطورة الصمود أكثر من سنة أمام تكنولوجيا التدمير والاستخبار لجيوش الكيان والغرب الاستعماري.. لا يمكنه إلا أن يُكمِل أسطورته.
بل ربما لم يكن من حقه أن يواصل العيش في عالم ساقط كل هذا السقوط.. فكان عليه أن يرتقي عظيما عاليا خفيفا كملاك أسطوري.