السلوك الجمعي المُخيف في مباراة منتخبي الاردن والعراق القادمة

#السلوك_الجمعي المُخيف في #مباراة منتخبي #الاردن و #العراق القادمة
ا.د #حسين_محادين*
(1)
علميا وبعيدا عن التزويقات لما جرى ويجري من اعلام واخر مضاد قبيل بدء هذه المباراة تحديدا، وان كان موضوع التنافس الحاد بين المنتخبين حاضرا وفاعلا للآن اثناء وبعيد بطولة كأس العالم الاخيرة في دولة قطر.
ما المقصود هنا بالسلوك الجمعي من منظور علم النفس الاجتماعي بإختصار كثيف.؟.
هو تصرف الافراد/المشجيعين العامة واحيانا لاعبي اي من المنتخبين وبغض النظر عن مستوياتهم العلمية او الاقتصادية او حتى الاجتماعية المهنية، بتصرفات استعدادية لإحداث شغب ما، او إطلاقهم لتصريحات جمعية انفعالية مؤجحة لهذا النوع من السلوكيات المتهورة، او اقوال ذات صبغة عدائية للأسف نحو الاخر، مع ملاحظة ان ماسبق ذكره من ممارسات تأجيجية ، ليست تصرفات جماعية منظمة، وسوّية ، يمكن ضبطها ودراستها كسلوكيات جمعية بالمعنى العلمي -. بدليل
انها سلوكيات وتعبيرات غير مقبولة في الظروف الطبيعية ، كما ان خطورتها الحماسية الزائدة تكمن في انها متنامية الوهج والشرر كلما قرب موعد هذه المباراة الرياضية العادية كما يفترض ؛ مقارنة مع احداث سياسية/اقتصادية اكبر واهم ربما جرت بين الاردن والعراق والعقود الاخيرة،ومع هذا لم تاخذ كل هذه الحدة من “الطحن والدوران” بين الطرفين كدولتين عربيتين متجاورتين في الأقل؛ اذ لم تبدو تلك الاحداث العميقة رغم استمرايتها للان صراعية بل بقيت على شكل منافسات او حتى خلافات أمنية تستهدف فكريا واقتصاديا امن الاردن الوطني باجتهادي مثلا، ومع هذا بقيت تلك التمايزات بحدود التفاوض وضبط الايقاع السياسي والحدودي بين الاردن والعراق للآن والحمد لله.
وباجتهادي من هنا تكمن اهمية ضبط النفس والتصريحات ضرورية لعقلنة واستمرار التحاور بين العراق والاردن الذي بقي هادئا في الغالب ؛وبعكس كل من سبق قيام المباراة المقبلة بين منتخبي البلدين في مرحلة الذهاب في العراق والاياب في عمان بكل ما صاحبها من استفزازات جمعية واعلامية متبادلة مؤذية لنا كرياضيين مشجعين وسياسيين معا ،لانها علميا وواقعيا بعيدة عن جوهر واخلاق الرياضات التنافسية وليست الصراعية كأصل لكلا المنتخبين.
(2)
نلاحظ بأن جموع المندفعين في تفكيرهم وتصريحاتهم الواخزة كل نحو الاخر ، بأن التمايزات العميقة ببن بلدينا لم تداعب تطلعاتهم الجمعية غير المنظمة او المنضبطة القائمة بين الجمهورين على التقليد والانفعال ازاء هذه المباراة التي غدت ومنذ مدة ليست قصيرة، تماما كالصوت والصدى اذ رغم وجود مدة زمنية قصيرة بينهما الا انهما يُصعدان السلوك الجمعي والتحطيمي للكتلة البشرية التي تشبه “القطيع المتدحرج” حيث يصعُب التنبوء به وبنهايات حركتة و ودرجة حرارة انفعال الجمهورين قبيل واثناء المباراة التي تجاوزت تعبيراتها للأسف بين الطرفين وعبر ما يتم تداوله من تعبيرات وسلوكيات انفعالية غريزية في تعاملها مع مقدمات هذه المباراة التنافسية وبما هو غير طبيعي بين اشقاء كونه في الواقع حدثا عاديا من حيث الوزن الأهمية الاستراتيجية علاوة على انه غير مضمون النتائج لكلا الفريقين.
اذا؛ لماذا كل هذا البخار المتطاير على السنة وصور وتوظيف رموز الجمعية ليس هنا مكانها من حيث سياقاتها ودلالاتها “خبز العباس، المنسف الاردني واهازيج الشرر بين الطرفين؛ مع ان من اهداف الرياضة النبيلة ومنظماتها الدولية الحضارية علميا وميدانيا مثل-الاتحاد الدولي لكرة القدم كتنظيم دولي منظِم ومانع قانوني لتحول منافسات كرة القدم الى صراعات عبر تشريعاته الملزمة دوليا؛
لان فلسفة الرياضات التنافسية والاقتصادية بالاصل هي ترويض مُنظِم لغرائزنا العدوانية كبشر لتكون منافسات اجتماعية واخلاقية مقبولة ومعمول بها عبر التعزيز وجني الاموال بين البشر على هذه الارض. .
( 3)
والتساؤل الواخز هنا هو، لماذا مثل هذه المباراة الموسمية ضمن بطولة كاس العالم لم تبقى بحدود التنافسية الرياضية بين اي المنتخبين “مبارة العراق والاردن يوم الخميس المقبل في محافظة البصرة العراقية ..وهل من مصلحة لاي من البلدين والمنتخبين قبولهما بسعي بعض من جمهورهما في اخراج مضامين ونتيجة هذه المباراة من حدود التنافس وروابط الاخوة والمصير المشترك بينهما الى حدود الصراع اي كان شكله لاسمح الله…اليس بوسعنا ان نجسد ان كل منا الفريقين فائز باخوته ونبل منافسته لشقيقة ..؟.
*استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى