السفينة

#السفينة

رائد عبدالرحمن حجازي

كلمة لطالما سمعتهما من رحمة الوالد كثيراً حينما كان يسرد لي ذكريات طفولته وخصوصاً تلك التي كانت في المراحل الأولى من تعليمه وتحديداً عند شيخ الكُتّاب .

ذكريات غالباً ما كان يختلط فيها الضحك مع الحزن ، ففي أحد الأيام سرد لي تلك الواقعة حينما كان يذهب لمنزل شيخ الكُتّاب محمد الخطيب والذي كان لقبه (أبو الضباع) وكان ذلك في منتصف عشرينيات القرن المنصرم حيث كان كل طالب يضع على كتفه حقيبة من القماش وفيها ما يسد جوعه بالإضافة لقطعة من صفيحة معدنية كان الصدأ قد أعطاها ذلك اللون الأحمر أو اللون البني الداكن ومعها قطعة من حجر الحِثان ( #حجر_جيري #طباشيري) . وعند استفساري عن ذلك أجابني بأن #صاجة_الحديد الصدئة كانت تحل محل الدفتر أي أنها #سبورة صغيرة (لوح) وقطعة الحِثان هي الطبشور . والطريف بالأمر أنه كلما امتلأ وجهي الصفيحة بالكتابة كان يتم مسحها باليد أو بطرف الكم .

مقالات ذات صلة

وفي أحد الأيام وقبل بدء التدريس دخل الشيخ على تلاميذه متوعداً ومهدداً وقال لهم : لِدّوا جاي ، من غد كل واحد بجيب معه سفينة جديدة وقلم رصاص وبلا من هالحدايد المصديّة فاهمين .

بعد استفساري من رحمة الوالد عن السفينة ولماذا تم اجباركم عليها . قال لي بأن #السفينة هي عبارة عن #دفتر ورقي وعلى الغلاف مرسوم سفينة لذلك كانوا يطلقوا أسم السفينة على الدفتر أما لماذا تم إجبارهم على شراء السفينة فالسبب أنها أصبحت متوفرة عند عبدالله الدكنجي .

للعلم كان ثمن السفينة و #القلم بقرش واحد فقط ( غرش واحد) وكان هذا في عام ١٩٢٧ تقريباً .

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى