سواليف
عبر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود عن ارتياحه لما حققه التحالف الوطني للإصلاح من نتائج في الانتخابات النيابية وحصوله على 15 مقعداً في مجلس النواب الثامن عشر، مؤكداً إيمان الحزب بخيار الانتخابات وما تعبر عنه الإرادة الشعبية.
وأشار الزيود في حوار مع صحيفة ” السبيل” عقب صدور النتائج الأولية للانتخابات النيابية إلى ضرورة أن تكون هذه الانتخابات النيابية بداية لتحول ديمقراطي جاد لاستكمال مسيرة الإصلاح الشامل، وعبر عن تطلع الحزب إلى أن تسهم هذه الانتخابات في فتح حوار وطني مجتمعي بمشاركة جميع القوى والأطياف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل التوافق على برنامج عمل وطني.
وثمن الزيود تصريحات الملكة رانيا التي رحبت فيها بمشاركة الحركة الإسلامية في الانتخابات ، معبراً عن أمله في أن ” تكون هذه الإيماءات بادرة لإعادة رسم العلاقات بين مكونات الشعب الأردني، فالحركة الإسلامية مكون أصيل في النسيج الأردني و موقفها ثابت وملتزم بالمصالح الوطنية العليا “.
وحول مجريات العملية الانتخابية أكد الزيود وجود عدة ملاحظات حول الانتخابات، لكنها لا تمس جوهر العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن التحالف الوطني سيقدم للهيئة المستقلة للانتخابات تقريراً حول هذه الملاحظات، حيث بارك للشعب الأردني تشكيل المجلس النيابي الجديد عبر ما أفرزته صناديق الاقتراع، كما عبر عن أمله في أن
وعبر الزيود عن أمله بأن ينجح المجلس النيابي الثامن عشر في إحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية، وأن يكون للكتلة النيابية للتحالف الوطني دورها الفاعل في إنجاح أداء مجلس النواب ، مشيراً إلى ثقته بأن الكتلة البرلمانية للتحالف ستكون منفتحة على كافة الكتل والشخصيات السياسية من مختلف التوجهات داخل مجلس النواب، كما عبر عن أمله بأن تتوسع هذه الكتلة لتكون نواة لمشروع وطني أكبر.
وأشار الزيود إلى ما أظهرته نتائج الانتخابات من التزام واسع من قبل المصوتين بقوائم التحالف الوطني للإصلاح بانتخاب جميع أعضاء القائمة الواحدة بنسبة عالية جداً في مختلف الدوائر، مما رسخ فكرة التحالف الوطني بين المكونات المختلفة في المجتمع الأردني، وعززت الثقة بين مكونات التحالف رغم ما جرى من محاولات لزعزعة الثقة في صفوف مرشحي التحالف.
وأضاف الزيود ” نحن في حزب جبهة العمل الإسلامي منفتحون على جميع الأطراف سواء من الجانب الرسمي أو القوى السياسية والشعبية ومختلف الأطراف، ونسعى لحالة من التشاركية مع الجميع، ونعتقد أن المصلحة الوطنية تقتضي حالة من التلاحم والتكاتف لمواجهة التحديات والسعي لتطوير الواقع السياسي، وسنكون ايجابيين تجاه أي جهد في هذا الإطار”.
وفيما يلي نص الحوار:
مع ظهور النتائج الأولية للانتخابات ، ما تعليقكم على النتائج التي حققها التحالف الوطني للإصلاح في العملية الانتخابية ؟
الزيود: بداية نبارك للوطن هذا العرس الديمقراطي، ونؤكد في هذا الصدد إيماننا بخيار الانتخابات و ما عبرت عنه الإرادة الشعبية ، وما تفرزه صناديق الاقتراع نتقبله بكل رحابة صدر، ونعتبر أن ما حققه التحالف الوطني للإصلاح من نتائج عبر حصوله على 15 مقعداً هي نتائج معقولة وجيدة، فالمهم هو نجاح تجربة التحالف الوطني الذي جاء ليعبر عن إرادة الناخبين وما حققه من ثقة من قبل من صوت له في الانتخابات النيابية.
ونحن في هذا الصدد نتقدم بالشكر لكل من شارك في الانتخابات النيابية وساهم في إنجاح هذه العملية الديمقراطية ، سواء من انتخب مرشحي التحالف الوطني أو انتخب غيرهم، ونتمنى ان تكون هذه الانتخابات بداية لتحول ديمقراطي جاد ولاستكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وكيف تقيم مدى التزام قواعد الحزب ومؤيديه في عملية التصويت لجميع مرشحي قوائم التحالف الوطني للإصلاح ؟
الزيود: ما أظهرته نتائج الانتخابات أكد على الالتزام الواسع من قبل المصوتين بقوائم التحالف الوطني للإصلاح بانتخاب جميع أعضاء القائمة الواحدة بنسبة عالية جداً في مختلف الدوائر، ونشعر بالرضى لهذا الالتزام ونجدد شكرنا للناخبين الذي أظهروا وعياً مسؤولاً في عمليات التصويت ، وهذه العملية رسخت فكرة التحالف الوطني بين المكونات المختلفة في المجتمع الأردني، وعززت الثقة بين مكونات التحالف رغم ما جرى من محاولات لزعزعة الثقة في صفوف مرشحي التحالف.
وما رأيكم بمجريات العملية الانتخابية ، وما هي ملاحظاتكم حول ما أظهرته طبيعة قانون الانتخابات؟
الزيود: شاب عملية الانتخابات بعض التجاوزات وربما الضغوط قبلها وأثناءها، لكنها لا تخل بجوهر العملية الانتخابية ، ونعتقد ان على اللجنة المستقلة أن تنظر في هذه التجاوزات لمنع تكرارها في أي انتخابات قادمة ، وسنعد بهذا تقريراً لاحقاً نقدمه للهيئة، وعلمنا ان لدى الكثير من القوائم ملاحظات ايضا.
ونبارك للوطن والمواطنين إجراء الانتخابات النيابية وتشكيل مجلس نيابي جديد عبر ما أفرزته صناديق الاقتراع، أما بالنسبة لقانون الانتخابات فهو بحاجة للتعديل وفق ما أظهرته التجربة العملية ، وهو الآن بعهدة المجلس الجديد الذي نأمل بأن يقوم بتطويره لتجاوز الملاحظات المهمة التي ظهرت.
صدرت عن الملكة رانيا مؤخراً تصريحات ترحب بمشاركة الإسلاميين وخاصة ” جماعة الإخوان المسلمين” في الانتخابات، كيف تنظرون إلى هذا التصريح ؟
الزيود: نحن نثمن تصريحات جلالة الملكة وننظر إليها بإيجابية كبيرة، ونحن على الدوام سنكون عند حسن ظن الوطن والمواطن ولن نكون إلا عامل بناء وتنمية وتطوير وحماية لجو الاعتدال في مجتمعا، ونواجه معا تحدي التطرف، ونأمل أن تكون هذه الإيماءات بادرة لإعادة رسم العلاقات بين مكونات الشعب الأردني، فالحركة الإسلامية مكون أصيل في النسيج الأردني و موقفها ثابت وملتزم بالمصالح الوطنية العليا.
كيف تتوقعون أن تكون علاقتكم بالجانب الرسمي خلال المرحلة المقبلة ؟
الزيود: نحن في حزب جبهة العمل الإسلامي منفتحون على جميع الأطراف سواء من الجانب الرسمي أو القوى السياسية والشعبية ومختلف الأطراف، ونسعى لحالة من التشاركية مع الجميع، ونعتقد أن المصلحة الوطنية تقتضي حالة من التلاحم والتكاتف لمواجهة التحديات والسعي لتطوير الواقع السياسي، وسنكون ايجابيين تجاه أي جهد في هذا الإطار.
ونحن نتطلع إلى أن تشكل هذه الانتخابات بداية لمرحلة سياسية جديدة ، وان تسهم في فتح حوار وطني مجتمعي بمشاركة جميع القوى والأطياف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل التوافق على برنامج عمل وطني، ونتطلع دوماً لدور ريادي في خدمة هذا الوطن وأبنائه، من خلال التعاون مع كل شركائنا على الساحة الوطنية، لضمان مستقبل زاهر لأردننا الحبيب، إنسجاماً مع سياساتنا وأولوياتنا في حماية الوطن وخدمته على كافة الصعد.
وما هي توقعاتكم لأداء المجلس النيابي المقبل في ضوء ما أفرزته نتائج الانتخابات، ومدى مساهمته في تطوير الحياة السياسية ؟
الزيود: لا شك أن الحياة السياسية في البلاد إعتراها بعض حالات التشوه وهناك شعور بأن أداء المجلس النيابي في دورات سابقة على لم يكن بالمستوى المأمول، بحيث كان هناك غياب واضح لمفهوم الكتل والبرامج، الأمر الذي أدى الى أن يكون الأداء بمجمله أداءاً فردياً.
لذا نأمل أن ينجح المجلس النيابي الثامن عشر في إحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية، بحيث يكون أعضاء المجلس عند حسن ظن المواطنين و عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يعبر عن طموحات المواطنين الذي أسهموا في انتخابهم، وأن تكون الأولوية للقضايا الوطنية الكبرى في ظل ما يواجه الأردن من تحديات داخلية وخارجية، وبما يؤسس لمرحلة جديدة أكثر تطورا.
وماذا عن ملامح توجهات الكتلة البرلمانية وكيف ستتعامل مع التحالفات تحت القبة ؟
الزيود: نأمل أن يكون للكتلة النيابية دورها الفاعل في إنجاح اداء مجلس النواب وهي منفتحة لتشكيل كتلة برلمانية واسعة وفق برنامج متكامل وعصري طرحته في الحملة الانتخابية وهو قابل للتطوير حسب التحالفات.
و أعتقد أن الكتلة البرلمانية للتحالف الوطني للإصلاح ستكون منفتحة على كافة الكتل والشخصيات السياسية من مختلف التوجهات داخل مجلس النواب، ونحن حرصنا قبل الانتخابات على الانفتاح على مختلف المكونات السياسية في المجتمع وتم تشكيل التحالف الوطني للإصلاح بما يعبر عن الرغبة في تحقيق الشراكة السياسية مع الجميع والانفتاح على الكل الوطني وأعتقد أن الكتلة البرلمانية للتحالف سوف تستمر على ذات النهج في تعاطيها مع مختلف القوى داخل البرلمان.
ونأمل أن تتوسع هذه الكتلة وأن تكون نواة لمشروع وطني أكبر من ذلك ، وإيجاد حالة وطنية جامعة أو جبهة وطنية يلتقي فيها جميع المخلصين للوطن على برنامج وطني، ومشاركة حقيقية في تحمل المسؤولية الوطنية بغض النظر عن تموضعهم السياسي من معارضة او موالاة ومن يسار أو يمين ومن مختلف المكونات الاجتماعية والدينية والإثنية في البلاد.