الزلزال السوري – التركي والإنسانية المفقودة

#الزلزال #السوري#التركي و #الإنسانية_المفقودة و #المساعدات_المهدورة و #الحصار الذي يستهدف #أبناء_الوطن الواحد و #الشعوب و ليس #السياسيين.

بقلم المهندس: محمود ” محمد خير” عبيد

استيقظ العالم صباح يوم الاثنين 06/02/2023 على كارثة طبيعية ضربت شمال سوريا وجنوب تركيا، هذه الكارثة التي لم تفرق بين غني وفقير، مؤمن وملحد، معارض سياسي او مؤيد, متعلم و جاهل, حاكم و محكوم. كارثة اختارت جميع فئات البشر ليكونوا ضحاياها ولترسل رسالة لمن ما زالوا احياء انهم مهما تعالوا بالمناصب و الجاه و اعتلوا كراسي السلطة وتكبروا وتجبروا على إرادة خالقهم سوف يدركهم الموت حتى ولو كانوا في بروج مشيدة فلا فكرهم ولا ايمانهم ولا توجههم السياسي والعقائدي ولا تأييدهم لحاكم او مسؤول و لا سلطانهم سوف يشفع لهم و يحميهم من الموت فنحن جميعا لا نساوي عند خالقنا جناح بعوضة, ان ما حصل رسالة لنا جميعا” و لكن للأسف الكثير منا لم و لن يتلقفها و بخاصة أصحاب الأجندات السياسية و الفكرية و العقائدية أعداء الإنسانية و نصراء الحقد و القتل و التدمير الذين ما زلنا نراهم مصرين على طغيانهم و تحييد بصرهم و اغماض عيونهم عن العبرة مما جرى, فالضحايا الذين اختارهم الله الى جواره نتيجة هذا الزلزال ليسوا اقل مما لقوا حتفهم نتيجة الحرب أهلية التي استمرت احدى عشر عاما في مهد الحضارات و المدنية سوريا و التي ما زالت تعاني حتى يومنا هذا حتى بعد خمس سنوات على توقف هذه الحرب امشؤومة و التي دفع ثمنها حضارة و ثقافة وشعب سوريا ,فها هي سوريا اليوم تعاني من حصار داخلي و شح بالموارد و حصار دولي, و لكن اذا ما ازحنا الغمامة عن عيوننا و تلمسنا الحقيقة بتجرد سوف نجد ان الحصار الدولي ليس له أي اثر على امدادات الغذاء و الدواء و امدادات الكهرباء و الغاز و البنزين و الديزل فسوريا غنية بالمشتقات النفطية صحيح انه لم يدخل الى خزينتها منذ اكثر من خمسون عاما أي موارد مالية متاتية من النفط حيث كانت توجه هذه الموارد الى ملاذات امنة و حسابات خاصة لتجار ووكلاء موارد هذا البلد الغني بالموارد النفطية و الأن النفط انتقل من ايدي تجار موارد هذا الوطن الشامخ بشعبه و أبنائه الى أيدي المحتل الأمريكي و الغاز انتقل الى أيدي المحتل الروسي, و لكن يجب علينا الاستخفاف بالحصار الداخلي الذي من المفترض ان ننادي برفعه عن الشعب السوري قبل المناداة برفع الحصار الخارجي و لتعمل سوريا على اصلاح بيتها الداخلي و بنيتها الاقتصادية المتهالكة نتيجة الفساد و المحسوبية و ارتقاء تجار الحروب على ركام أبناء الوطن المخلصين, و علينا ان لا نجعل من الحصار الخارجي لسوريا شماعة نعلق عليها الإخفاقات السياسية و الإصلاحية و نغمض اعيننا عن الحصار التي تنتهجه الدولة بحق أبنائها من خلال منع و تقنين موارد الطاقة و امدادات الكهرباء, من المفترض ان الشعب السوري اكبر بكثير من ان تمر عليه هكذا كذبة بان مشكلة سوريا مع الحصار الداخلي و ليست مع الحصار الخارجي. الحصار الممنهج من اجل كسر شوكة و تركيع الشعب السوري, الكثير من التجار السوريين لديهم القدرة على الاستيراد و ممارسة أعمالهم التجارية بشكل طبيعي لولا السياسات المالية و الاقتصادية والحظر الذي تتبعه الدولة السورية لصالح بعض المتنفذين من خلال منع الاستيراد و سن القوانين التي تحد من نشاط التجار فسوريا اليوم متجهة بطريقة غير معلنة نحو تأميم موارد و ثروات الشعب السوري لصالح المتنفذين هذه المرة و ليس لصالح الوطن, و كذلك الحال بالنسبة للقطاع الصناعي اصبح رهينة لارباب الإتاوات و ضريبة الفاسدين و المفسدين الذين يتم فرضها من قبل حلفاء الدولة المترهلة, فكم من منشأة صناعية أغلقت أبوابها نتيجة تضييق الفساد و الفاسدين عليها و منعها من استيراد المواد الأولية اذا لم تخضع لمطالب اصحاب سلطة الفساد و ارتفاع كلفة الإنتاج نتيجة ارتفاع قيمة الخاوات التي تدفع, لذا كفانا استخفافا” بعقولنا و العمل على تعليق الإخفاقات و الحال التي وصلت اليه سوريا على شماعة الحصار المفروض و تسويق بان الواقع على سوريا اليوم هو نتيجة الحصار الدولي, فجميعنا يعلم ان سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي تخضع لحصار اقتصادي من بعض الدول و لكن مع ذلك كانت منارة صناعية و تجارية في المنطقة استطاعت ان تنهض لتكون ايقونة و مثل حي لكل من حولها بإرادة شعبها و حكمته استطاعت ان تبقى صامدة مرفوعة الرأس و شامخة بين كل الدول فكانت البلد الوحيد الذي لم يكن مديون لأي دولة لذلك كانت تعتبر اغنى دولة في العالم اقتصاديا و فكريا” و ثقافيا” بحيث لم يمنعها الحصار التي كانت خاضعة له من النهوض والأنجاز و الأبداع, اذا ما ايقنا ان الحصار الخارجي اثر على سوريا اين الصين و روسيا حلفاء سوريا من هذا الحصار و هما من القوى الاقتصادية و الصناعية العظمى الموجودة على هذا الكوكب و اين فنزويلا من هذا الحصار, كفانا التواءا” عن الحقيقة حتى نبرر و نشفع لمن أوصل سوريا الى ما هي عليه اليوم من دمار و احتلال و انقسام. و اذا ما افترضنا ان هناك حصار مفروض من قبل بعض الدول على سوريا، ليس هناك من بين 190 دولة على هذه الأرض دول مستقلة بقراراتها و ليس لديها أي مشكلة مع الشعب السوري هل هذه الدول تخضع لإملاءات دولة توجههم من اجل عدم التعامل مع سوريا, لذلك على كل دولة تعتبر نفسها مستقلة و تخضع لإملاءات دولة أخرى يجب عليها التوقف عن نعت نفسها بأنها دولة مستقلة و لتعمل على شطب يوم الاستقلال من تقويمها الوطني و تعمل على استبداله بيوم الاستعباد او الاستعمار الوطني. السؤال الذي دائما” يطرح نفسه هل على الشعوب ان تدفع ثمن وجود نظام سياسي معين لتعاقب على حكم هذا النظام السياسي الذي لم تختاره طوعا” و انما جاء وارتقى الى كراسي السلطة بدعم الاستعمار المبطن و حلفاء الخيانة و الاستعباد لتنفيذ اجندات الدمار و الاستعباد, فهذه الأنظمة لا ينطبق عليها الحصار الاقتصادي الذي ينطبق على الشعوب فكافة المواد المحظور تصديرها الى الدولة المحاصرة نجدها في قصور السياسيين و أبنائهم يعيشون رغد العيش فجميع ما يطلبوه يأتيهم على طبق من فضة و لا يشعر بالحصار الا الشعب المكلوم.

فيما يتعلق بالزلزال و المناطق المتضررة من الزلزال الواقعة شمال سوريا كحلب, حماة, حمص, طرطوس, اللاذقية و ادلب و التي كانت و ما زالت و ستبقى ارض سورية الموحدة بأرضها و بشعبها, نعلم ان ادلب المحاصرة من اكثر المناطق المتضررة نتيجة قربها من مركز الزلزال و ليس من حق احد كائنا” من يكن ان يسلخ هذه البقعة الجغرافية عن ارض سوريا الموحدة و المتواجدين على هذه الأرض هم سوريون هجروا الى هذه البقعة نتيجة اختلاف أيديولوجي و فكري و سياسي من المؤكد قد لا نتفق او نختلف معه و لكن في النهاية هناك امر سامي يطفوا على كافة هذه الخلافات و الاختلافات و هو ان من يقيمون في إدلب كانوا و سيبقون جزء لا يتجزأ من المنظومة الإنسانية, و سيبقون سوريون انتماءا” و هوية, ما ذنب الأطفال الذين هجر ابائهم و امهاتهم قصرا الى هذه البقعة من الأرض ليحرموا من ابسط وسائل الإغاثة في هذه الظروف الصعبة هل الخلاف مع النظام السياسي في الوطن يسمح لنا ان نتناسى أبنائه حتى لو كانوا اساؤوا للوطن بشكل او بأخر , هناك من توفى فورًا جراء الهزة هذا قضاء الله وقدره لكن ان نساعد او نقف مكتوفين الأيدي و نتجرد من انسانيتنا لأسباب سياسية و أيديولوجية و نترك البعض ممن تواروا تحت الأنقاض ليموتوا ببطء وهي تنزف وتصرخ من تحت الدمار او من البرد والجوع لان الممرات مغلقة والحصار على هذه الفئة مستمر فهذه جريمة بحق الإنسانية تندرج تحت حكم الإبادة الجماعية سيحاسب عليها كل متورط في يوم الدين لأننا على يقين و علم بأن العدل لم يعد موجودا”. على الأرض و البقاء لماسحي الجوخ و المتملقين للساسة و المستفيدين على حساب الوطن من خلال الانقضاض على المساعدات التي تم ارسالها للمنكوبين لنجد ان جيوب المتنفذين و الفاسدين هي المنكوبة, قبل ان تهرع الدول الى تقديم المساعدات العينية و الغذائية لسوريا, كان من المفترض ان يهرعوا بتزويدهم بمعدات و اليات تساعدهم الى رفع الأنقاض و محاولة بث الحياة فيمن تقطعت بهم السبل تحت ما دمر من مباني, كان من الممكن للدول التي قامت بتمويل الحرب الأهلية السورية ان تتبرع باليات لرفع الأنقاض ام هذه الدول كان تخصصها رفد السوريين بالسلاح لتدمير وطنهم و قتل بعضهم بعضا” لينتهي المطاف بالبعض تحت الدمار في الشمال السوري, من استثمر 1.2 تريليون دولار لتدمير سوريا حضارة و ثقافة و شعب هل سيصعب عليه تمويل توريد معدات لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض و مساعدة من نجا منهم لاستعادة حياتهم من جديد و إعادة تأهيلهم نفسيا” من اثار الصدمة التي اصابتهم نتيجة فقدهم لأهاليهم و اصدقائهم و مما عانوه خلال وجودهم تحت الأنقاض, و ان يعملوا على خلق بيئة صحية و كريمة لتربية و تنشئة الأطفال الذين تيتموا. ان المصاب جلل على من شاهد اثار الدمار فكيف بمن عاش هذه الكارثة. علينا كبشر إعادة حساباتنا فلربما الكارثة القادمة نكون نحن الضحايا, فالكوارث الربانية لن تعمل على التفريق بين حاكم و محكوم لربما الزلازل تضرب قصور السياسيين و الحكام و هم من يكونوا تحت الأنقاض عوضا” عن الشعوب المقهورة فليس هناك على الله شيء ببعيد كما انزل في القران الكريم” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” و لا اعتقد ان السياسيين و الحكام و الفاسدين و الخونة الذين دمروا الأرض و استباحوا دماء الناس سوف يعودون الى رشدهم لأن شياطين فسادهم و خياناتهم و تدميرهم و قذارة نفوسهم اقوى. حمى الله الإنسانية من البلايا و المصائب و مكائد السياسيين و الخونة و اعان الله الناجين من زلازل تركيا و سوريا و رحم الضحايا الذين دمائهم سوف تبقى تلاحق كل من تخاذل لأسباب واهية لإنقاذهم انتصارا” لفكر او اعتقاد سياسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى