[review]
الرَّباب
عارف عواد الهلال
جُزتُ الجَوازعَ أبتغي رُشدَ الهوى
عند الجوازعِ قد تلوحُ سوانِحُهْ
فوقفتُ مستَعِرَ الفؤادِ أجيرُهُ
مِنْ حَـرِّ وَجْدٍ بالزَّفيرِ يُلافِحُهْ
فاضَتْ ربابٌ بالغيادِقِ شَرْقَةٌ
والقلبُ فاضتْ بالهموم جَوانِحُهْ
مِنْ ذِكْر مفعَمَةِ المعاطِفِ والشَّوى
لِيْنُ الوِداجِ إذا تُماطُ لَوائحُهْ
يأتي سِراراً بالهُدابِ سلامُها
مِنْ بينِ لحظٍ والحَقيمِ تُطارحُهْ
لولا اتِّقاءُ رُؤى الرقيبِ وبوحَهُ
بالسرِّ كادتْ بالبنانِ تصافِحُهْ
عذراءُ خِدْرٍ لا يُمَسُّ رداءُها
فالطَّيفُ يسري بالخفاءِ يُراوحُهْ
مِنْ بعدِ دهرٍ بالجفاءِ قضيتُهُ
حلَّتْ إلى حيثُ اليمينِ بوارحُهْ
لا أتَّقي عينَ العَذولِ ولا الذي
تبغي علينا بالعُيوبِ نوافِحُهْ
يُبدي النصيحةَ والرَّشادُ يُجافِهِ
قالَ الضَّلالَ فكيفَ طوعُ قرائحُهْ
مَنْ كان يشبَعُ قبلَ ضيفِهِ كالذي
تنهى الضُّيوفَ عَنِ الطعامِ جوارحُهْ
إن أقبلَ الضَّيفُ العَجولُ وجدتَّهُ
قَطْبَ السَّرائرِ سالمتْهُ ذبائحُهْ
حَنِقَ المعابِرِ لا يُثورُ زنادُهُ
حانَ التَّفرُّقُ والمُقيمُ نوائحُهْ
يشكو افتِقاراً والكُنوزُ تحوزُهُ
حَوْزَ الجَذيمِ إذا اليمينُ تُبارحُهْ
جَلِدُ اللِّسانِ على الكِرامِ رَهيفُهُ
وتَكِلُّ عَنْ فَتْقِ الكَماةِ صفائحُهْ
تُطوى على غَرَزِ الضُّروعِ شِنانُها
والشُّخْبُ لا ينفكُّ دأبَ لقائحُهْ
يا سَوءَةَ الدَّهرِ الذَّليلُ عزيزُهُ
جاءتْ تَزوكُ من العُجيرِ نصائحُهْ
هل عابَنا خِلْوَ المَراحِ إذا خلا
ولقد تعودُ إلى المَراحِ روائحُهْ
إن يذهبَ المالُ العزيزُ فِراقُهُ
يبقى عزيزُ النَّفسِ تُلفَ رواجحُهْ
أُقصي العيوبَ فلا ينالُ مَذمَّتي
قَهْدُ الرِّجال إذا تَلُجُّ نواضحُهْ
رُبْذُ الأيادي لا تخالفُ طبْعَها
فالضَّيفُ فينا لا تنامُ مدائحُهْ
يلقى وفاءَ الحقِّ ثم ينالُهُ
طِيبُ القِرى ومن الحديثِ مَلائحُهْ
كَشَفَ الزَّمانُ مِنَ البَراقِعِ نابَهُ
هذا الزَّمانُ سُتُورُه وفضائحُـهْ
دَهْرٌ تَشُقُّ على الجبالِ صُروفُهُ
إن جازني بالاصْطِبار أكافِحُهْ