الرابع..وإعادة توزيع المفاهيم والقوى / ا.د حسين محادين

الرابع..وإعادة توزيع المفاهيم والقوى..

#الدوار الرابع ، اي رئاسة السلطة التنفيذية بما تمثله جغرافيا وسياسيا وسكانيا يعني واقعيا منتصف دواوير عمان الثمانية وهي “العاصمة- اي المانعة لغة وممارسة” بتركيبتها المتنوعة العناوين والتمثيل والإستهداف لها من اخرين في الاقليم عربا واجانب ايضا.
#أن التقاء واحتكاك قطبي الارداة الحكومية والشعبية على الرابع – وليس على ساحة مجلس النواب المُنتخب الذي يمرر السياسيات التنفيذية مثلا- اي في منتصف دواوير العاصمة “والدوار هندسيا وسياسيا لا بداية ولا نهاية محددة له فهو دوّار في موقعه وان تغيرت الشخوص ” هي رسالة اردنية لافته يُستنج منها استنادا الى إطروحات علم الاجتماع السياسي ماياتي:-
# كلا الارادتين”
الحكومية والحراكية معا” يعلمان قبل الامس ان قانون الضريبة قد استوى دستوريا”حكومة
مجلس الامة،ارادة ملكية” واصبح فعلا قانونيا واقتصاديا قائما سُيج بإلزامية التنفيذ والامتثال لمواده ؛ ومع هذا ظهرت شعارات بعدية تُذكر به على الرابع ، ماذا يُستنتسج من هذا ؛هل ثمة رغبة لكلا الارادتين خلق انزياح سلمي جديد يخلق توافقا ما على غير قانون الضريبة من العناوين؛ولكن بعد ان قاس/راز كل منهما صلابة الاخر في دفاعه عن اطروحاته ومصالحه التي يسعى الى تحقيقها تمهيدا للذهاب الى عملية تفاوض في الظل وصولا الى العلانية لاحقا في تعديل وليس “تغيير” الواقع السياسي الراهن توافقيا فكل من سياسي الارداتين يتشدق باسم الفقراء والمتعطلين عن العمل والمديونية والجرائم الالكترونية بخطابه العلني؛ في حين عينه على حصته ومصلحته في قطف غِلاله من نتائج اي التعديل الذي اصبح وشيكا باجتهادي..وإلا كيف نفهم خروج ثلاثة من رؤساء الحكومات بغتتة من صمتهم “الروابدة/الاردن على الحافة؛الرزاز عن النهضه؛والعبادي نائب رئيس وزراء عن احقية توزير جيزان بناته” للحديث واظهار حِكمهم وضرورتهم المتاخرة كملهمين زمنيا مع تبريرهم لأخطاء الحكومات السابقة التي عملوا فيها وما زالوا قبيل اسبوع واحد من عودة الاحتجاجات للدوار الرابع وانتهاء المدد الادبية التي اعطيت لحكومة الرزاز؛أوليس هذا التذكير منهم وفي محاولة قبلية استباقية منهم لخطف اية نتائج لإحتكاكات الرابع المتوقعة للمتابعين؛ لإعادة توزيع اوزان وتاثير “الليبرليون؛ والمحافظون؛والمدنيون والمتقاعدون الطامحون” كقوى سياسية وقتصادية تسعى لذلك عبر نتائج وصدامات الرابع امس كمقدمة مفتوحة الاحتمالات لانطلاق عمليات التوزيع المتمناة للآن؟
# الإردتان تعلمان وتؤمنان نسبيا وقبل وصولهما الى الاحتكاك الدموي المحدود على الدوار الرابع بالأمس؛ بأن الحديث عن تغيير “النهج/الدستور ” العام لدولة وظيفية المهام ومفصلية الادوار في الاقليم منذ تاسيسها؛ وكجزء من ترتيبات عالمية بُعيد الحرب العالمية الاولى واستحقاقاتها امرا شبه مستحيل؛ وهو حديث للتصدير واستدرار عواطف الجماهير من قِبل الحراكيين؛ وفي المقابل هو مادة للتبرير والدفاع عن السياسات الحكومية لدى الموالين والمستفيدين منها في ذات الوقت. ان كلا الاردتين باجتهادي تسعى الى تحسين شروط تفاوضهما على الرابع كمنتصف توافقي لإعادة توزيع المكتسبات السياسية والاقتصادية للدولة واذرعها السلطوية المختلفة ولكن هذه المرة استعانت الارادتان قصدا في جذب وتحشيد وتوظيف ابناء المحافظات كزخم مضاف لصالح كل منهما على الرابع يوم امس ؛ وهذا شيء طبيعي في كل دول العالم مثل فرنسا وغيرها والاردن ليس الاستثناء؛ ومقبل الايام وحدها الكفيلة في تخطئة هذا التحليل او اظهار عدم دقته.
# اخيرا..رغم رهافة حس الاردنيين وصدمتهم بالامس نحو دم المصابين من عسكرين ومدنيين كحالة غريبة على ثقافتهم واقعهم الحياتي غالبا؛ خصوصا وان الربيع الاردني قد شهد ما يقارب عشرة الآف اعتصام سلمي الا ان الاردنيين وجراء وعيهم المتمم لسياسية الامن الناعم حينها لم يشهدوا دما والحمد لله..والسؤال المُحير هنا؛ هل سيكون دم المصابين الاعزاء من ابناءنا مدادا للتوقيع على توافق وطني جديد على محيط وفي ضوء تقيم نتائج صدامات الدوار الرابع ؛ ام انه سيكون الاعلان عن هذا التوافق المُلح كضرورة وطنية للتهدئة في بيت كل الاردنيين اي في الديوان الملكي..سؤال مفتوح على بوابة احتمالات ترى ماذ نحن فاعلون؛حراكيين وحكوميين بعد رابع الامس الدامي وجدانيا وسياسيا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى