الرئيس عباس ونكران الجميل / محمود قطيشات

الرئيس عباس ونكران الجميل

بين الحين والحين تصدر عن بعض القيادات الفلسطينية ومن بينهم الرئيس محمود عباس نفسه تصريحات تسيء الى الاردن وتقلل من دوره الحاضن للقضية وللشعب الفلسطيني الذي هو التوأم والشقيق للشعب الاردني سواء راق ذلك للرئيس عباس او لم يرق وعلى كل تلك القيادات ان تعي جيدا بأن فلسطين أكبر منّا ومنهم وان عشق تراب فلسطين هو من الثوابت التي يفتخر بها كل اردني وفلسطيني.

الشعب الأردني دافع عن فلسطين وسيظل يدافع
فصالح الحديد ومن لا يدرك حقيقة ما اقول عليه ان يسأل الثمانيني صالح الحديدا ( أبو ياسين) الذي جرح ونزف دمه فوق ارض فلسطين ولو سألناه عن اعز ما أمنياته لقال : أن يستشهد فوق ارض فلسطين..
اتحدى كل القيادات الفلسطينية ممن تاجروا بقضية فلسطين ان كانوا يعرفون شيئا عن الشيخ مبارك ابو يامين هذا العبّادي الاردني الذي جعل من بيته مضافة للثوار ينامون ويستريحون ويتزودون بالمؤن والعتاد والسلاح اكراما لفلسطين واكراما لأهلها …
وبعض القيادات لم تكن قد ولدت بعد حين حمل كايد المفلح العبيدات روحه على راحته ومعه المئات من ابناء عشيرته ومن زعامات شمال الاردن ليدافعوا عن فلسطين ضد الانجايز واليهود واستشهد بعد ان استهدفته طائرة انجليزية بقنبلة…
بعض القيادات الفلسطينية اتحداها ان كان لديها ادنى معلومة عن عن الجريح الاردني عبد العزيز العدوان الذي احتضنته عائلة ابو بسام الفلسطينية وبقي متخفيا عندها وهو في غاية الرعاية والاهتمام من كل ابناء المنطقةوما زالت هذه العلاقة قائمة بعد ان توجّت برابطة النسب بين العائلتين .
حين يغمز بعض القياديين من قناة الاردن فهم قطعا لا يعرفون شيئا عن تضحيات الضابط عادل الطراونة الذي ما يزال يحمل في جسمه 17 شظية اسرائيلية هي بمثابة اوسمة رفيعة يستحق عليها الاحترام ..
قائمة النضال والمناضلين الاردنيين من عسكر وعشائر وافراد قائمة طويلة فقد شهد اليهود للأسير علي الفايز بالرجولة والشهامة مثلما شهدوا لنبيه السحيمات وحمود ابو قاعود وللشهيد عبد اللطيف كريشان وابن عمه
منصور بالشجاعة فائقة النظير…
هم بالتأكيد لا يعرفون شيئا عن عشيرة المناصير التي شكّل قرابة ال 300 من ابنائها مجموعات مسلحة للدفاع عن فلسطين وهم قطعا لا يعرفون شيئا عن المناضل السلطي احمد النجداوي الذي التحق بصفوف الثوار ليلة زفافه ولا عن عبد الرحمن الحديدي ا لذي مات وبارودته الي دافع فيها عن فلسطين معلقة على جدار البيت لتظل شاهدا على حبه لفلسطين …
وهم قطعا لا يعرفون شيئا عن مجزرة وادي شعيب التي راح ضحيتها العشرات من ابناء مدينة السلط ممن امتزجت دماؤهم بدماء الفدائيين الابطال … وهم قطعا لا يعرفون شيئا عن هيكل الزبن قائد حامية حيفا الذي فجر نفسه بدبابات العدو ولا عن الشهيد محمد الحنيطي الذي رفع العدو القبعات احتراما لشجاعته …
اقول ذلك كله ليس من باب الاستعراض ولا من باب ( المنّة ) على أحد بل من باب الانصاف وتذكير بعض القيادات الفلسطينية بضحالة تفكيرها ولهاثها خلف مناصب لا قيمة لها كيف لا وهي مسلوبة الارادة ولا يمكنها التحرك او السفر اوحتى عقد لقاء او اجتماع الاّ بعد موافقة ضباط صغار في الجيش الاسرائيلي.
الاردنيون كلهم مع فلسطين ومع الشعب الفلسطيني الحر الشريف المتطلع الى تحرير ارضه وليس مع اشخاص يتاجرون بالقضية الفلسطينية و( يترزقوّن ) من ورائها.
كثير من القياديين لولا القضية الفلسطينية لما كان لهم ذكر ولا وجود فقافلة الشهداء لم تشمل واحدا منهم وقائمة الأسرى والمبعدين والجرحى كلها من ابناء فلسطين الذين نذروا حياتهم لوطنهم وأما القيادات التي تشعل النيران لتأجيج الفتن مع الاردن لتظل راسية على السطح فلن يكتب لها الا الفشل لأن الاردنيين والفلسطينيين شعب واحد ولن يكونوا الا كذلك رغم بعض الاصوات الناعقة .
بعض القيادات التي تسيء للاردن تمتلك العقارات والفلل والشركات في عمان وكل ذلك من دم الشعب الفلسطيني .. وابناء بعض هذه القيادات هم من الزبائن الدائمين للنوادي الليلية بعد ان نهبوا أموال الثورة ومقدرات الشعب الفلسطيني …
بعض القيادات احترفت التجسس على الثوار الشرفاء وكانت وراء استشهادهم او زجّهم في سجون الاحتلال … ولعل التنسيق الأمني رفيع المستوى بين القيادات الفلسطينية والكيان المحتل لا تحتاج الى دليل.
مطلوب من كل قيادي فاسق مختل العقل ومأجور يثير الفتن بين الاردنيين والفلسطينيين أن يدرك تمام الادراك ان هذه العلاقة خط احمر وان أروع واشرف واعز وحدة هي وحدة الشعبين شرقي النهر وغربيّه ولمن فاته مزيد من المعرفة لدى بعض هذه القيادات أقول ان علاقات المصاهرة والنسب بين ابناء الشعب الواحد الاردني والفلسطيني تفوّت الفرصة على هؤلاء فنحن اخوة في الدين والدم والنسب وهي علاقات غير قابلة للمتاجرة ولا للمزاودة وستبقى فلسطين المحتله واهل فلسطين هم الأقرب للقلب والوجدان والضمير وستزول كل القيادات التي تستمد مرجعياتها من الاجهزة الامنية الصهيونية وتعمل على تمزيق الأمة وبث الفرقة بينها لتظل وحدها ترقص على جراح اهلنا بفلسطين وتنمو وتتضخم ارصدتها ومصالحها على حساب الشعب المجاهد الذي يقدم الشهيد تلو الشهيد وبعض القيادات هي من يقبض الثمن .
mkatishat@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى