الخلايا النايمة والحكومات المايلة / اسعد البعيجات

الخلايا النايمة والحكومات المايلة
“حينما يتعلق الامر بالوطن لا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة هي ذاتها ”

في المدرسة وبعد الصف العاشر يتم تقسيم الطلبة على الفروع علمي ادبي صناعي تجاري زراعي .

فيختار الطالب او يتم تصنيفه حسب معدله الأكاديمي منهم من يجد نفسه اقرب الى المعادلات وحل المسائل والجلوس على الكرسي فيتجه الى العلمي ومنهم من يمتاز بالحفظ وحب المشي على البرندة و ” الجلوس على الطاولة ” ومن عشاق عرائش القُصيب صيفا على ظهر الحيط والسماع لنزار القباني فيتجه الى الأدبي.

ان تجد طالب علمي يحصل على ٩٥٪ في الفيزياء و ٢٥٪ في الرياضيات أو طالب ادبي يحصل على ٩٥٪ في الثقافة الاسلامية و ٢٥٪ في الثقافة الوطنية يعني ان هناك خلل واضح لتحصيل الطالب وشكوك حول نتيجته وصحته العقلية .

مقالات ذات صلة

بمعنى اذا كان كويس في الفيزياء النتيجة الحتمية ان يكون كويس في الرياضيات وكذلك بالنسبة لطالب الأدبي.

بالمحصلة النتيجة العامة للطالب تكون ضعيف مع ضرورة مراجعة أقرب طبيب بناءاً على النتائج أعلاه وبحاجة لدراسة ” اكتوارية ” للوقوف على وضعه …. النتيجة غير سليمة ولا تبشر بخير ولا بتقدم.

ما يحصل على ارض الواقع في البلد الان بين ما تحققه الاجهزة الأمنية بجميع اجهزتها من تقدم وحرفية بحماية الوطن والمواطنين والقيام بواجباتها وغياب كامل للحكومات على ارض الواقع يدعونا لتساؤلات كثيرة وهي مشابهة للطالب ابو ٩٥٪ في الفيزياء و ٢٥٪ في الرياضيات .

أين هي الحكومة من الخطابات والتوجيهات ومن تحقيقها على ارض الواقع ؟

هل هناك ما يمنعها من تحقيق التنمية وملاحقة أوكار البطالة والفقر ؟
هل هناك من / ما يعرقلها ويعطل ارادتها بمحاصرة الفساد وتفخيخه والانقضاض عليه كأنقضاضهم على امتيازاتهم ؟

هل هناك ما يمنع مجلس الأمة بشقية النواب والأعيان ان ينال رضى المواطنين والالتفاف حولهم ويعزز ثقة الشارع بهم كما هي ملتفته وراء جيشها ؟

لم ارى التفاف حول المسؤولين سوى في الولائم والاعراس حول المنسف او سدر الهيطلية .

هل هناك ما يمنع المسؤولين من الخروج من هياكلهم العظمية وأكتساء لحومهم البلدية بدل اللحوم النيوزلندية والكريمات السويسرية والقيام بواجباتهم ؟

متى ستترك الحكومات المايله سياسية الجاجة في المكاكاه طول اليوم على بيضه واحده واتباع سياسة السمكة في وضع مئات البيوض على السُكيت لا حس ولا مندري؟

هذا التقصير والفرق الشاسع بين إنجازات الاجهزة الأمنية مقابل الاجهزة المدنية والذي يُرى ليس فقط بالعين المجردة بل بالعين المغمضة يدعوا للقلق اكثر وأكثر .

ينتفض المواطن بجميع اتجاهاته وأيدولوجياته في اي اعتداء يتعرض له اي فرد من أفراد الاجهزة الأمنية سواء كان بالفعل او القول بينما يقف شامتاً والضحكة من الحنch الى الحنch اذا كان الاعتداء على الاجهزة الاخرى من نواب ومسؤولين من وزراء وغيرهم.

حادثة اربد هي درس لاجهزة الحكومة بإعادة النظر في نظرتها للمواطن والعمل على تصويب أوضاعها .

كدولة مؤسسات لا يعقل ان هناك اجهزة أمنية قوية يقابلها مجالس نيابية وحكومات ضعيفة لم تحظَ بثقة المواطن طوال السنين.

ماذا عملت المؤسسات المدنية من حكومات ومجالس نيابية لمحاربة الفقر والبطالة وما هو سلاحها في مواجهة وتجفيف منابع اليأس والأحباط الذي اصاب الشباب ومنع أنجرارهم للخلايا النايمه ؟

مع كل عملية للاجهزة الأمنية تُثبت مدى تقصير الحكومات المايله ومجالس النواب في القيام بواجباتهم من إدارتهم لمعظم الملفات من اجتماعية واقتصادية وثقافية واعلامية ودستورية

فالمديونية بازدياد.
والاستثمار بتراجع والمستثمر في هروب.
وخدمات تُفصل حسب عرض اكتاف وطول لسان المسؤول.
وتعليم بأنحدار ومعلم في طَي النسيان.

ورئيس حكومة مُغيَّب لا يصحو الا عند نوم المواطن ليمد يده في جيبه ليأخذ ما تبقى فيها من فراطة.

ونواب لم يجيدوا سوى ترتيب كلمات ينقصها الملحن المرحوم محمد عبدالوهاب ليلحنها والمطربة فتحية لتغنيها.

وفساد وترهل اداري في معظم المؤسسات.
واختفاء شبه كامل للطبقة الوسطى وسوء توزيع الثروات وانحصارها في عدد لا يتجاوز أصابع اليد ذات الاظافر الطويلة.

منذ سنة ٤٨ والمؤسسة العسكرية تقدم من خيرة ابناءها شهداء وجرحى في سبيل حماية الوطن فتجد في اغلب محافظات المملكة لوحات شرف كُتب عليها أسماء الشهداء.

في المقابل لم تقدم المؤسسة المدنية ممثله بالحكومات سوى ألقاب المعالي والعطوفة والقصور وحسابات البنوك فتجد لوحاتهم وصورهم في الوزارت على امتداد الوطن ….

الأب صورته في رئاسة الوزراء والابن صورته في وزارة النقل.

المفارقة العجيبة في سفارة عُمان أن تجد العسكري الزيود أبنه في المواجهة بينما ابن المؤسسة المدنية رئيس الوزراء أبنه سفيرا في عُمان في نفس المكان.

فرق شاسع بين الكلام والواقع بين النظريات على اثير المحطات التي تديرها مذيعات من دولة مجاورة والتطبيق.

فوقف رئيس وزراء قائلاً كلنا مشاريع شهادة … هو نفسه صورته في الدوار الرابع وصورة ابنة في جامعة هارفاد الاغلى على مستوى العالم.

وآخر صورته في الأعيان وصورة ابنه في الديوان وصورة بنته في الضمان يقول ايضاً كلنا مشروع شهيد .

شهيد على ماذا يالبعيد ؟
على المناصب أم على التسلا ؟

هل نحن بحاجة لتشكيل كتيبة أثنين وسبعين ” مدنية ” لمواجهة هذا الارهاب الحكومي في التغول على المواطن ولقمة عيشه وتغول سلطات على سلطات اخرى وحل القضايا الشائكة ومواجهة الفساد والمفسدين وحل مشاكل الطلبة النايمة على رصيف الجامعة الاردنية؟

الأ يستدعي أعتصام الجامعة الاردنية تحرك ” كتيبة ٧٢ ” المدينة برئاسة رئيس الوزراء ووزراءه لحل مطالبهم ؟

الا يستدعي المتقاعد ابو جدعان تحرك كتيبة ” ٧٢ المدينة ” برئاسة رئيس الحكومة ووزير تنميته لتحريره من العوز والفقر ؟

من منظور ((( الوطن )))

الحكومات المايلة أسوأ وأشد قُبحاً من الخلايا النايمه.

متى ستصدر الإرادة ان ترتدي اجهزة الدولة من حكومة ومجالس أمة ” قايش الوطن ” وتضع قطار الإصلاح الحقيقي على السكة والمسار ؟

الوطن والوطنية
ليس علم بأربع ألوان
ولا أنتماء مدفوع الأجر
ولا أغاني تقدمها مذيعة عربية صباح مساء
ولا مذيعة تذرف الدموع وتوزع الصوبات
ولا مذيع على ظهر دبابة يسلخ وطنيات
ولا سيارات تجوب الشوارع وتغلق الطرقات
ولا مُلصقات على زجاج الباصات والسيارات

اذا كان هناك ” داعش ” فهناك ” هابش ” هابش قوت الفقراء وتعليمهم وصحتهم
هابش اخطر من داعش بمليون مره.

” هابش ” هو الأب البيولوجي ل داعش .
عندما كان داعش ” Baby ” يحبي على أطرافه الأربعة ويتناول السيريلاك بالحليب .

كان ” هابش ” يعيث فسادا في حاضر ومستقبل الأجيال يبيع هنا ويحول هناك ويوقع ويبصم بأطرافه الأربعة وحواسه الستة على بيع محراب الوطن وأجراسه.
كان ” هابش ” يستورد سيريلاك وحليب منتهي المدة ومشبع بالإشعاعات حتى تشوه ال Baby داعش وأصبح كما ترونه حالياً .

قالت العرب قديماً :

ثلاث شغلات ما بتّخبن

الحُب
و الحَبل
و ركوب الجمل

فما تقومون به أصبح واضح للعلن أكثر
من الحب والحَبل وركوب الجمل

فلم يعد المواطن كما تتصورون !!!!!
هو يرى ويعي ما يحصل حوله وإن سكت اليوم وجضمها لن يسكت غداً .

وإحنا اللي بسنين المحِل جُعنا ولا بعّنا
وإحنا اللي لقمة مغمسة بالذل يا حبيب رفضناها

اما انت أيها المواطن ما تراه على ارض الواقع اليوم سببه ما قدمت أيدي من سبقونا وسكتوا عن حقوقنا حتى أصبحنا نعبد آله ” الحيط الحيط يا رب الستيرة ” ولن يتغير الحال الا بتغير وترك ما سار عليه السابقين والمضي قُدماً في قول الحق دون زلل أو وجل والخروج من صندوق المؤامرة الذي تضع نفسك داخله فلا يوجد أصعب من مؤامرة النفس والهوى.

(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

قاموس الطنطات
جضمها : بلع الشيء بدون رغبه
الحَبل : المرأة الحامل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى