- الخداع و التضليل و رسالة في الصميم
مهند أبو فلاح
قال رب العزة و الجلال في محكم تنزيله العربي المجيد : –
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا (45) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)} ( سورة النساء / الآيات من 44 – 46 ) .
الغارات الجوية الصهيونية و الضربات الصاروخية التي يشنها حكام تل أبيب على أهداف معينة داخل الأراضي السورية بين الفينة و الأخرى تنطوي على العديد من الرسائل المضللة الموجهة للرأي العام المحلي في القطر العربي السوري الشقيق .
من ابرز هذه الرسائل التي يحاول الصهاينة إيصالها إلى هذا الشعب المنكوب الذي يقاسي الأمرين منذ اندلاع ثورته الشعبية قبل أحد عشر عاما هي أنهم شركاء لهذا الشعب في كفاحه و نضاله المرير ضد الظلم و الاستبداد هذا لجهة المعارضين المناوئين للنظام الحاكم في دمشق الفيحاء .
الرسالة الثانية و هي موجهة لانصار السلطات السورية مفادها أن نظامهم مستهدف من قبل الكيان الصهيوني و هذا يؤكد مزاعم و ادعاءات نظام الرئيس بشار الأسد التي تتحدث عن مؤامرة كونية تستهدف سورية قلعة العروبة و حصنها المنيع !!!!
المؤامرة الكونية على سورية قد تكون حقيقة على أرض الواقع في ظل تدخل العديد من القوى الخارجية الدولية بمباركة النظام السوري تارة كما هو عليه الحال فيما يخص كلاً من روسيا و ايران من جهة أو في ظل عدم موافقته العلنية تارة أخرى على غرار ما هو حاصل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا من جهةٍ أُخرى لكن من المؤكد أن هذه المؤامرة تستهدف بالمقام الاول شعب سورية الأصيل الذي يراد له أن يكفر بعروبته و ينسلخ من جلده بعد أن هُجِرَ عشرات الملايين من ابنائه من أرضهم و ديارهم ، و من هذا المنطلق يمكن أن نقرأ ما يقوم به العدو الصهيوني من اعتداءات غاشمة بين الحين و الآخر .
حُكام تل أبيب حريصون كل الحرص على كسر حاجز العداء التاريخي بينهم و بين شعب قدم المئات بل الآلاف من الشهداء دفاعا عن عروبة فلسطين و في مقدمة هؤلاء الأبطال الغر الميامين يأتي الشيخ عز الدين القسّام أيقونة الكفاح المسلح و الجهاد المقدس ضد العصابات الصهيونية و الإمبريالية البريطانية في ثلاثينات القرن الماضي المتحدر من بلدة جبلة الساحلية في شمال غرب سورية ، لذا فمن المفيد بل من المناسب جدا أن نستعين بنصوص التراث الديني في شحذ الهمم و تذكير أبناء هذا الشعب الابي ممن حملوا لواء الرسالة الخالدة لأمتنا المجيدة على مدار عقود طويلة من الزمن بأننا مواجه عدواً غايةً في الخبث و الدهاء يسعى جاهداً لاحداث تغييرٍ جذري في اتجاهات الرأي العام المحلي داخل القطر العربي السوري الذي لا يمكن أن ينسى أن هضبة الجولان قلب بلاد الشام من الناحية الجغرافية مازالت أسيرة بيد الصهاينة منذ خمسة و خمسين عاما و أن النظام الحاكم في دمشق يتحمل مسؤولية استردادها و انتزاع السيطرة عليها من براثن هؤلاء الاوباش لا سيما أنها سقطت بيدهم حينما كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يشغل منصب وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة السورية و هذا ما يقتضي فتح جبهة الجولان في وجه العدو الصهيوني الغاشم .
إن فتح جبهة الجولان و تحريرها من قبضة الصهاينة المجرمين هو خير وسيلة لإعادة اللحمة إلى مجتمع مزقت الحرب الأهلية أوصاله و جعلته لقمة سائغة لكل القوى الإقليمية و الدولية الطامعة في خيرات بلاده الساحرة الفاتنة ليس ذلك فحسب بل إنه يفتح الطريق على مصراعيه أمام تحرير فلسطين كل فلسطين السليبة من نهرها إلى بحرها بما يضمن إنهاء عقود من المعاناة في ظل الورم السرطاني الصهيوني الخبيث الذي لا يصلح معه إلا الاستئصال و هذا افضل بكثير من ارسال المقاتلين الى اوكرانيا للقتال في صفوف القوات الروسية أو الاوكرانية بعيدا عن وطنهم الالاف الأميال .