سواليف – في الأونة الأخيرة أصبح وجود الخدم من الكماليات الشبه ضرورية، لما حدث من تغيرات نتيجة لعمل المرأة و كثرة الأعباء المنزلية.
وهذا يعني زيادة العبء على المرأة.. فأصبح وجود الخادمة شيء ضروري في حياة بعض الأسر.. وعلى الرغم من الراحة التي توفرها وجود الخادمة، إلا أن كثيرين لا يتقبلون فكرة وجودها نظرا للمشاكل الكثيرة التي تصاحب وجودها داخل البيت.
اعتادت «أم صالح» على استقدام خادمة منذ وضعها لطفلها الأول منذ قرابة العشرين سنة ولكن تجربتها الاخيرة مع خادمتها الاسيوية جعلتها تلغي بتاتا هذه الفكرة على الرغم من تقدمها في العمر. حيث اقدمت الخادمة على رمي نفسها من سطح المنزل ورفض العمل بتاتاً.
وتقول أم صالح لملحق آخر الاسبوع:» أشعر براحة عميقة في بيتي منذ أن تخلصت من العاملة على الرغم من تراكم الاعباء المنزلية على عاتقي.»
أما الموظفة ريم حمدان فقد كانت تعول على خادمتها بترك أطفالها عندها ، إلى أن أحست بتغير طرأ على سلوك احدى بناتها ، فقد كانت دائمة الخوف من الخادمة وترفض أي مشاركة لها لتكتشف الأم أن الخادمة كانت دائمة التخويف والتهديد للطفلة الصغيرة. وتقول:» أرى أن الخادمات في البيوت خطر كبير إذا كانت لتربية الأولاد .. فتربية الأولاد لا يحسنها إلا الوالدين و كما تعلموا أن الخادمات بهذه الأيام يتم إستقدامهم من دول آسيوية فترى الأبناء يتكلمون لغة الخادمة أكثر من العربية , ناهيك عن العادات و الثقافات المختلفة «.
ويؤيد «نبيل نصير» وجود الخادمة ولكن في أوضاع خاصة مثل رعاية كبار السن،كما يؤيد ذلك لأنها تضفي نوعا من الترتيب والتظيم للمنزل.
أما «رائدة صلاح» : فتقول:» وجودها يعتمد على مدى حاجة الأسرة لها.. و نوعية العمل الذي ستقوم به.. و هذا يعتمد على حجم الأسرة و المنزل و طبيعة العمل للزوجين. ولكن لكي تكون عوناً للأم ، وليس مباهاة بأن لدي خادمة، لأن ذلك ما يحصل فبعض الأمهات يأتون بالخادمة وهم لديهم ولد أو ولدين فلا أعتقد في هذه الحالة يكون للخادمة أي حاجة، إلا في الظروف الخاصة.»
وتعتقد «رؤى غسان « : أن وجود الخادمة بات أمراً مهماً لدى كثير من الأمهات خاصة العاملات منهم بسبب انشغالهم في أمور حياتية كثيرة ، لكن بالنسبة لها فهي تؤيد فكرة الخادمة في حال عدم ترك الأم جميع المسؤلية عليها فهي لها حدود في واجباتها خاصة مع الأطفال فقد أصبحت معظم الأمهات يتركون الأطفال مع الخادمات حتى يتعلقوا بهم كثيراً.»
من جانب اخر، تقول الاخصائية التربوية سهى الخطيب في معرض الحديث عن ترك الابناء مع الخادمات:» لا ننسى أن العاملات يأتين من ثقافات مختلفة، فضلاً عن أنهن غالباً غير مؤهلات علمياً وتربوياً للعناية بالأطفال وتربيتهم، إضافة إلى أن الطاقة التي يستهلكها العمل في المنزل وكثرة المهام الموكلة إلى العاملة تصعب عليها نفسياً تقبل سلوكيات الأطفال أو التعامل معهم بعطف ورحمة، وعلى وجه آخر قد ينتج لدينا هذا التساهل والتعامل السيء سلوكيات وطباعاً سيئة، وأخطرها بناء الأطفال على النمط الكسول والاعتمادي، فالعاملة التي تعتني بالطفل ولا تمتلك الوعي، أو لا تُعطى الحق في توجيه سلوكياته الخاطئة وتقويمها، تتسبب سلباً في نشأته كشخص اعتمادي على من يسدد عثراته من دون أن يسعى بنفسه للقيام على ذاته، أو تصحيح أخطائه، بينما هو يعبث ويفعل ما يشاء وقد تلازمه هذه المشكلة حتى الكبر.
وتضيف الخطيب:» يجب أن يكون وجود العاملة في نطاق الخدمة فقط، وبعيداً من العناية بالأطفال، فالطفل في مراحل عمره الباكرة كالتربة الخصبة القابلة لتلقي أي نوع من أنماط السلوك والتعلم واكتساب الثقافة وأساليب التربية، والأحرى أن تتشكل لديه هذه المكتسبات وينشأ عليها من والديه وليس من العاملة المنزلية، أو من مصادر آمنة يقوم عليها أشخاص مؤهلون للعمل في هذا المجال. فالاعتماد على العاملات المنزليات في رعاية الأطفال بمثابة الكارثة والجناية في حقهم.»
الرأي