الحصوات الكُلويِّة ..ترسبات معادن وأملاح حمضية تتشكل داخل الكُليتين

سواليف – اعتاد مرضى الامراض المتعلقة بالكلى والجهاز الهضمي، الوقاية تكون بالاكثار من شرب الماء وعصائر الليمون والبرتقال والتقليل من المغذيات الغنية بالفركتوز والملح والكالسيوم والبروتينات

ربما لا يكون قد سبق لك أن أصبت بحصوات في كُليتيك، لكنك حتما تعرف أو سمعت عن شخص أصيب بها وكيف أنه عانى كثيرا من آلامها المبرحة التي تنغص حياة المريض سواء في نومه أو في يقظته.

الحصوات الكُلويِّة هي نتاج ترسبات متراكمة من معادن وأملاح حمضية تتكتل لتؤدي إلى تشكيل «صخور» صغيرة جدا في داخل الكُليتين، وهي تنشأ لأسباب متنوعة من بينها أن يرتفع تركيز البول فيسمح لجزيئات المعادن والأملاح بالتبلور والالتصاق ببعضها في تكوينات صلبة تشبه الصخور في داخل الكُلية، مسببة للمريض شعورا بالتوتر والألم وعدم الارتياح.

وهناك أنواع وأشكال وأحجام متنوعة من الحصوات الكُلويِّة، بما في ذلك حصوات الكالسيوم وحصوات حمض اليوريك وحصوات الستروفايت وحصوات السيستين، وغير ذلك.

مقالات ذات صلة

‏ونمطيا، لا يبدأ المريض الشعور بآلام مبرحة إلا عندما تتحرك «صخرة» أو حصوة كُلويِّة أو أكثر وتبدأ في شق طريقها ببطء نزولا عبر مجرى البول. ويبدأ الألم في جانبك أو ظهرك، وتحت أضلاعك مباشرة، ثم ينتقل إلى القسم السفلي من بطنك وبين فخذيك عند التبول خصوصا. وقد يتغير موقع الألم بينما تتحرك الحصوة نزولا عبر مجرى البول. ومن أبرز الأعراض الأخرى: اصطباغ البول باللون الزهري أو الأحمر أو البني، والغثيان والقيء، وارتفاع درجة حرارة الجسم مع قشعريرة في حال وجود عدوى بكتيرية في الجهاز البولي.

وإلى جانب العوامل الوراثية، هناك مسببات أخرى تلعب أدوارا في نشوء الحصوات الكُلويِّة، بما في ذلك جفاف الجسم بسبب عدم شرب سوائل كافية، والافراط في تناول الأغذية الغنية بالبروتينات والصوديوم والسكر، والسمنة، وأمراض وجراحات الجهازالهضمي، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وبعض التهابات الجهاز البولي.

تشخيص الحصوات الكُلويِّة يكون من خلال فحوصات طبية يطلبها الطبيب المعالج، وتشمل تحاليل للدم والبول من أجل معرفة ما إذا كانت فيه زيادة في نسبة الكالسيوم أو حمض اليوريك. وهناك أيضا فحوصات التصوير المقطعي أو بالأشعة السينية للكشف عن أماكن تمركز الحصوات وأحجامها وطبيعة تركيبتها.

ويعتمد علاج الحصوات على نوعها وحجمها وسببها. فإذا كان حجمها صغيراً والأعراض الناجمة عنها بسيطة، فيمكن معالجتها بشرب كميات كبيرة نسبيا من الماء والسوائل يومياً، بالإضافة إلى تعاطي مسكنات للألم. أما إذا كان حجم الحصوات كبيرا نسبيا ولم تتفتت وتنزل مع البول، يلجأ الطبيب عادة إلى استخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيتها، وهذه العملية قد تحتاج إلى التخدير لمنع الشعور بالألم. وإذا لم تنجح الموجات فوق الصوتية، يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي. وفي بعض الحالات تتكون الحصوات بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب وجود ورم في الغدد جارات الدرقية، ويكون العلاج جراحيا إما بإزالة ذلك الورم الحميد أو بإزالة الغدة ذاتها.

‏ووقائيا، من أفضل طرق منع نشوء الحصوات الكُلويِّة الاكثار من شرب السوائل على مدار اليوم، ولا سيما الماء، لزيادة إدرار البول إلى أن يصبح لون البول شفافا تقريبا أو أصفر شاحبا. وإلى جانب ذلك يوصى بالتقليل قدر المستطاع من تناول الأغذية والمشروبات التي تحوي كميات عالية من الفركتوز والملح، ومضادات الحموضة الغنية بالكالسيوم، والبروتينات، ومشتقات الحليب، مع الإكثار من شرب الشاي وعصير الليمون والبرتقال.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى