سواليف
في قرية كوستيتي، في رومانيا، أصبحت الظاهرة الطبيعية الغريبة للحجارة الحية عاملاً جاذباً لكل من العلماء والسياح في السنوات الأخيرة.
ويطلق عليها السكان اسم Trovants، أي (الحجارة التي تنمو) باللغة الرومانية، ولا تختلف في مظهرها بشكل عام عن الحجارة العادية، إلا أن علماء التعدين اكتشفوا بعض التفاصيل التي تجعلها فريدة من نوعها على سطح الكوكب.
وفقاً للخبراء، وبحسب موقع Infobae الأرجنتيني 6 ملايين عام، وكانت في البداية حصى صغيرة قبل أن تصل فيما بعد إلى 10 أمتار، كما هو الحال في بعض الحالات.
ومع ذلك، فإن عملية النمو ليست سريعة؛ بل يتطلب الأمر حوالي ألف سنة لتنمو بين 4 و 5 سم.
لاحظ العلماء زيادة كتلة الحجارة عبر المجهر، لذا قاموا بدراسة العديد من العينات في محاولة للوصول إلى حل هذا اللغز.
عندما قطعوها، وجد العلماء أن لهذه الحجارة بنية مماثلة للحلقات الدائرية التي تشكل جذوع الشجر، طبقة فوق الأخرى، وساعد ذلك العلماء في حساب العمر التقديري لبعض منها.
بعد دراسات مختلفة لتلك الصخور -التي أعلنتها اليونسكو ضمن التراث الإنساني- وضعت نظريات مختلفة فيما يتعلق بقدرتها على النمو.
يؤكد متحف تروفانتس المنوط بحماية هذه الصخور، أن هذه الصخور قد تكوَّنت من الرمال الرسوبية قبل ستة ملايين عام.
بالقرب من الرمال، تراكمت الكربونات الزائدة، وعندما تمطر السماء، كانت تلك الكربونات تضغط على الطبقات السفلى من الرواسب، فتدفعها للخارج لتكوين النتوءات.
يرى بعض الباحثين أن هذه الحجارة يمكنها التكاثر وحتى التنفس، على الرغم من أن هذه العمليات تحدث لمدة قصيرة، من يومين إلى ثلاثة أسابيع من التنفس.
ما هو أغرب من ذلك، أن الباحثين يؤكدون ملاحظتهم لنبض غريب يمكن الكشف عنه باستخدام معدات عالية الحساسية.
وبالإضافة إلى ذلك، هذه الحجارة لديها القدرة على الحركة؛ إذ تتحرك في المتوسط 2.5 ملم كل أسبوعين.
وفقاً للخبراء، فإن أحد أسباب الحركة له علاقة بزيادة كتلة الحجر من جانب واحد، لأن هذا يؤدي إلى ميله إلى الأمام.
العدد الكبير من الخصائص، واختلافها عن بقية الحجارة في العالم وغياب تفسير علمي يجيب عن جميع الأسئلة المطروحة، كل ذلك حول تروفانتس إلى مادة للتكهنات والتخمينات.
يميل بعض العلماء إلى الاعتقاد بأنها إحدى أشكال “الحياة السيليكونية” الواعية (إحدى افتراضيات الكيمياء الحيوية حول إمكانية وجود مخلوقات خارج كوكب الأرض)، بينما يشكك آخرون في مصدرها الحقيقي.
على الرغم من أن جزءاً من المجتمع العلمي يعتقد أنها يمكن أن تكون نتاج الزلازل القديمة، والتي من شأنها أن تفسر غرابتها، إلا أنه بالنسبة للآخرين قد يكون لها أصل من خارج كوكب الأرض، فمن غير المستبعد أنها قد جاءت إلى كوكبنا عبر ارتطام نيزك فريد من نوعه، وهذا الاحتمال من شأنه تفسير خصائصها غير العادية.