الحب في زمن الكورونا
ماجدة بني هاني
تفشى المرض، وداع صيته، وإنكشف ما تريد الدولة أن تستره، هي عادتنا نضع العليق عند الغارة.
مثل لا يدركه إلا من خالط الأرض وعبث في ترابها وتيمم به في أزمان القيظ والشدة.
استقبل الناس خبر الكورونا بالنكتة، ولا ملامة، فشعب تجرع غصص القلة والعوز والحاجة، مرض مرارا وشفي هكذا بلا علاج، لا يأبه لفيروس لا يكلف علاجه اكثر من ربع دينار خافض حرارة، وكأس من َمغلي البابونج أو الزعتر أو الميرمية وكله من حاكورة الدار.
شعب مؤمن صابر عاشق، يتساوى عنده حب ألموت وحب الحياة، ببساطة عاشق وطن تحمل الكثير وجرب الحرمان مرارا،، وغص بالظلم تكرارا.. ثم قالها، فداك يا وطني ولدي وكل غال ونفيس، وما تطلب يوما وما أنَّ إلا حين عض الجوع أكباده ب نابه.
واليوم وبعد عطلة الحجر الصحي بأسبوع تدخل إجراءات التيسير على الناس ظلال بيوتهم، رواتب باكرة وبلا اقتطاعات..
يعيد الكورونا إلى القلوب الزاهدة بعضا من حب الحياة، حين ينظر إلى كل مظاهر الحفاظ على الحياة، يعيد الكورونا اللمة في البيوت، يتيح للرجال النظر في وجوه أبنائهم وزوجاتهم بلا تبرم، ولا عجلة.. يوقف اللهاث الحثيث نحو لقمة العيش، ليستبدلها بالصبر اللطيف والرضا والهدوء والسكينة…
الحب في زمن الكورونا تمثل في نظرة حانية من مليك البلاد رعاه الله نحو شعب يعشقه..
الحب في عزف مشترك من كافة شرائح الوطن، بالتكاتف والتضامن لإبعاد شبح الفيروس عن أبنائه والرسو بسفينة هذا الوطن نحو بر الأمان…
هذا هو ديدن الوطن والشعب في كل الملمات، عصي على الانكسار، ثابت الجأش قوي في وجه أي إعصار، مثير في كل تفاصيلك من تفاصيلك يا وطني ويا شعبي مثير الإعجاب ومستحق للإفتخار.