الجلاد حارس انظمة الخوف

#الجلاد #حارس #انظمة_الخوف

بسام الياسين

((( لا تصمت عن قول الحق،فعندما تضع لجاماً في فمك،سيضعون سرجاً على ظهرك / المفكر الجزائري مالك بن نبي ))) .

إستمرار أي حكم واستقراره، يعتمد على شرعيته المستمدة من شعبه،بينما اللا شرعي فاقد الثقة يقوم على بطشه.لذا يحق لشعبه ان يقاومه علناً بالطرق السلمية او سلباً بادارة الظهر له.الشرعية ركائزها بسط #العدالة ،نشر #الحرية، ترسيخ #الديمقراطية،فرد اجنحة #المساواة،تطبيق #القانون ـ كالموت ـ على الجميع دون استثناءات ، لان مهمتها الاساس خدمة مواطينها .تحت هذه المظلة النقية، تولد معارضة ايجابية تكون موضع ترحيب واحترام من الكافة. نقيضها اللا شرعية همها خدمة الحاشية المقربة و النخبة المنتفعة،فيما العامة تُستغل للركوب،وكحصالات للضريبة. فهل الانظمة العربية شرعية.

اذا كانت الاجابة نعم :ـ فما الداعي لوجود جلادين؟! ولماذا تتزايد السجون بمتواليات هندسية، اما المدارس مستأجرة ؟. ولماذا السجون العربية ذات شهرة عالمية بينما الجامعات العربية في ذيل القائمة ؟. ما سر ان يكون مدراء الاجهزة الامنية، اشهر من علمائها ومبدعيها ؟!.و لماذا مات الفن، الرياضة،الموسيقى،الغناء،الابداع باشكاله ؟.السبب زيادة القبضة الامنية،واسقاط وصية الاسكندر لقواده العظام :ـ ” اذا دخلتم مدينة اياكم ايذاء مغنيها و اهل الفن فيها، فهم روح الامة”. للاسف هذه الشرائح اندثرت. ما يعني ان الانظمة تريد عبيداً لا مواطنيين ولا مبدعين .

الانظمة قتلت الانسان داخل الانسان، دمرت روحه،شوهت تركيبته النفسية،فيما تألق الجلادون،واستولدوا “رهاب السلطة “فصار المواطن، يشك بمن حوله،يخاف ما يحاك ضده.فلجأ للاحتماء بـ “التقية”.انقسم على نفسه فما يعلنه غير ما يبطنه،خوفاً من عسس السلطة،فاصيب بالامراض النفسية التي تجلت بالعنف،الانتحار،المخدرات.في سوريا،اليمن،ليبيا العراق ذبحوه بالحروب البينية، في لبنان اغرقوه بالزبالة والطائفية،اما الدول التي تبدو آمنة مستتبة،فالهجرة حلم مواطنيها،حيث تصنفها تقارير الصليب الاحمر،بالدول المنكوبة.

في هذه المرحلة،الجلاد نجم الساحة، شخصية مفككة،مأزومة،،في حين ان السوي يرفض لعب دوره، بتعذيب انسان مثله،وينأى بفطرته عن تدميره بقطع رزقه او سجنه لانه عبّر عن رأيه. الحقيقة ان “الجلاد” لا يقل عذاباً عن ” الضحية” .افعاله تطارده، ضميره يلسعه، شعور بالذنب يلازمه. في كتاب ” السجينة ” لمليكة اوفقير ابنة وزير الداخلية / الدفاع المغربي الاسبق، المتهم بمحاولة الانقلاب على الملك، قالت :ـ دخلت السجن وعائلتي بجريرة والدي وليس لنا ذنب. كنت آنذاك مراهقة، ولم اخرج الا حين ابيًضَ شعري،فالسلطة نسيتنا في سجن مرعب، بينما كان الجلادون يتلذذون بتحطيم شخصياتنا بطرق لا تخطر على خيال ابليس.

في كتاب “معذبو الارض” الذي قدم له الفيلسوف الفرنسي سارتر،لمؤلفه الدكتور الثائر فرانز فانون،تكتشف ان الجلاد واحد،، وان اختلف الزمان والمكان، سواء كان عربياً ام فرنسياً ام صهيونياً.كلهم من طينة واحدة. يقول “فانون” دكتور الامراض العقلية : ـ وصل الى عيادتي، محقق فرنسي ، اشرف على تعذيب الثوار الجزائريين.كان مفرطاً في التدخين،عصبي المزاج،نومه كوابيس،لا يحب ان يرى احداً يعترضه او يعارضه.عند شعوره بمعارضة في الشارع،في العمل،في البيت، يتحفز للشتم ورغبة في اللطم .اعترف بضرب اولاده بقسوة ،حتى الصغير لم يسلم منه ،وحين اعترضت الزوجة عليه،قيدها بالكرسي وقال لها : “ساعلمك من السيد في البيت. اما عندي في العيادة انهار باكياً مستجدياً ،ارجوك دكتور ان تشفيني…. اكاد ان اجن .

فهل تستغني الانظمة عن جلاديها وتعود لانسانيتها. تقبل بمعارضة وطنية،مجالس نيابية نزيهة،،تداول للسلطة ام تبقى حبيسة القرون الوسطى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى