الجزائر : طرائف الانتخابات التشريعية في ورقة الاقتراع

سواليف

لم تخل الانتخابات التشريعية في الجزائر أمس الخميس، من الأحداث والمواقف الطريفة، في مراكز التصويت، وأثناء عملية الانتخاب، حيث أقدم البعض على التعامل مع العملية الانتخابية من منطقه الخاص وبما يمليه عليه ضميره.

ومن الطرائف التي ميّزت العملية الانتخابية، قيام مواطن بوضع كيس حليب بلاستيكي فارغ، في الغلاف، عوض ورقات المرشحين، فيما أقدم البعض على الكتابة في أوراق المرشحين والتعبير عن استيائهم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

وفي حين ذهب البعض إلى كتابة أمنياتهم وآمالهم في المستقبل، دعا آخرون إلى توفير عمل للشباب والقضاء على تفاقم البطالة التي تهدد الشباب بالجزائر، وخطّ البعض “مانسوطيش” أي “لا أصوت”.
وفي هذا السياق، يعتقد سليم (28 سنة)، بأن بعض شباب الجزائر شارك في التصويت بطريقته الخاصة، تعبيرا عن “رفضه لبعض الممارسات والوضع الاجتماعي المعاش”، لافتا في تصريح لـ” العربي الجديد “، إلى أن الانتخابات التشريعية بينّت الوضع “السيئ الذي يعيشه الجزائري”، وكذلك حالة من الاحتقان الشديد إزاء الفعل السياسي في البلاد.
وفي غمار العملية الانتخابية، فضل البعض الانسحاب وعدم تقديم رأيهم واحتجاجهم بطريقتهم الخاصة، مؤكدين في تصريحات متفرقة أن السبب في ذلك هو انعدام الثقة في الأحزاب السياسية وممثليهم في التشريعيات.
والتهبت شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ الساعات الأولى للفرز بصور ومحتويات غريبة للظروف التي استخدمها المصوتون وتمت مشاركتها على نطاق واسع خصوصا على شبكة «فيسبوك» التي تعتبر الأكثر انتشارا في الجزائر (حوالي 18 مليون حساب).
ومن بين ما تم رصده من مكاتب الفرز عبر عديد المحافظات الجزائرية، احتواء الأظرفة على أكياس الحليب بدل صور المرشحين، وهي إشارة من فئة من الجزائريين إلى معاناتها مع كيس الحليب الذي صار أزمة تتكرر من حين لآخر في البلاد بسبب ندرتها.
وشكل كيس الحليب في مناسبات عدة على مدار السنوات الأخيرة وجع رأس حقيقيا للحكومة الجزائرية ومن حين لآخر تتشكل طوابير من الجزائريين على محال بيعه وهو ما تجلى من خلال تواجده في أظرفة التصويت.
ومن الأمور الغريبة التي تمت ملاحظتها وتسريبها من مراكز الفرز صور للمدرب الفرنسي لنادي أرسنال الانكليزي الناشط ببطولة البريمير ليغ، أرسن فينغر، والذي أرفقت صوره بعبارة «إرحل» مكتوبة بالفرنسية والعربية، وهي على الأرجح من محبي هذا النادي في الجزائر.
وسربت أيضا صور تتضمن ظروف عثر بداخلها على صورة لأحد المدونين الجزائريين المسمى «منانوك» وصاحب فيديوهات على شبكة التواصل الاجتماعي «يوتيوب» معروف بمواقفه المناهضة لسياسات الحكومة وحديثه بلهجة جزائرية بسيطة ومباشرة عن أوضاع الجزائريين.
وفضلت شريحة أخرى من الجزائريين التعبير عن مطالب اجتماعية لها من خلال طلبات داخل الظروف تتضمن تعبيرا عن مشاكل السكن والعمل والبطالة والقضاء، إضافة لرسائل حب وغيرها.
وعاد عديد المصوتين الجزائريين إلى الفيديو الذي بث على شبكة يوتيوب وأثار جدلا في الجزائر قبيل الانتخابات وحقق ملايين المشاهدين في ظرف وجيز، والذي حمل عنوان (ما نسوطيش – أي لا نصوت) في إشارة إلى المقاطعة وعدم التصويت، حيث حملت الكثير من الأظرفة وفق ما رصده مراسل الأناضول أوراق حملت ذات العبارة (ما نسوطيش).
وإضافة للمحتويات الغريبة للأظرفة، التهبت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور تداولها نشطاء ومواطنون تظهر محاولات تزوير قالوا إنها سجلت بعدد من المكاتب في محافظات عدة من البلاد.
وأظهر فيديو أطلع عليه مراسل الأناضول مكتبا انتخابيا في مدينة عين أمليلة في محافظة أم البواقي (شرق) وقد تم قطع التيار الكهربائي عنه تم خلاله إجراء علمية الفرز بالشموع ومنح الأصوات لجهة سياسية واحدة.
وانتشر فيديو آخر لمكتب تصويت رقم 116 المخصص للنساء في مدرسة الوردة بحي تيليملي في العاصمة الجزائر، يوضح إجراء التصويت لمواطنين لم يحضروا أصلا من خلال التوقيع في المكان المخصص لذلك على القائمة ومن دون بصمة الحبر للأصبع الأيسر المشروطة في ختام عملية التصويت.
واظهر فيديو آخر في مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري مجموعة من المواطنين منعوا من دخول مكتب الفرز بعد أو أوصدت الأبواب في وجوهم وتعالت أصوات تندد بالتزوير الذي هو جار الآن داخل المكتب بعد أن منع المواطنون والمراقبون من حضور العملية.
وفي المدينة نفسها انتشر فيديو يظهر حديث مراقبين في مكتب للتصويت خلال عملية الفرز، بأن عدد الأظرفة تفوق عدد المنتخبين الذين أدلوا بأصواتهم ووقعوا على ذلك من خلال البصمة، بحيث وصل الفرق بين المصوتين وعدد الأظرفة إلى 200 ظرف.
وتسود حالة من اليأس لدى الشباب بالجزائر، لاعتقادهم أن نتائج التشريعيات لن تكون “فتحا عظيما”، يغير واقع حالهم ويوفر لهم فرص الشغل التي تحفظ الكرامة وتساعد على بناء المستقبل، فالشعارات والوعود التي يرددها المرشحون “سرعان ما تذهب أدراج الرياح”، ليبقى الوضع على ما هو عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى