سواليف – وجد المحتالون في حاجة الناس الماسّة للقاحات فيروس كورونا، وسيلة جديدة لإغراء الناس بغية سلبهم أموالهم، خاصة مع تباطؤ عمليات توزيع اللقاحات.
وذكرت وكالة “رويترز” في تقرير لها، الأربعاء، أن بعض المحتالين أوهموا ضحاياهم بإمكانية الحصول على جرعات تتراوح أسعار بينها 150- 1000دولار.
ويفوق هذا الرقم بأضعاف أثمان كل اللقاحات التي جرت الموافقة عليها وطرحتها الشركات حول العالم.
ويحذر مسؤولون أوروبيون وأميركيون عامة الناس من المحتالين الساعين للحصول على أموالهم وبياناتهم الشخصية، ويقولون إن أساليب الاحتيال باستغلال الحاجة للقاح “كوفيد-19” في ازدياد.
في الإنترنت المظلم
وأجرت الوكالة بحثا على الإنترنت وفي منتديات الشبكة المظلمة، أي الشبكات الخاصة المتصلة بالإنترنت والتي يتطلب الاتصال بها برمجيات معينة، وعلى تطبيق التراسل مثل “تلغرام”، واكتشفت سبعة عروض مختلفة للقاحات مزعومة.
وتتضمن وسائل الاحتيال رسائل بالبريد الإلكتروني تعد بإدراج اسم المشتري في قوائم يفترض أنها سرية للحصول على اللقاح، أو مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا تنتحل صفة الوكالات الحكومية.
وأضافت لوحات الرسائل على الشبكة المظلمة لقاحات فيروس كورونا إلى قوائم السلع التقليدية المعروضة للبيع سرا.
وقد حذرت وكالات إنفاذ القانون ومنها مكتب التحقيقات الاتحادي “أف. بي. آي” والشرطة الدولية (الإنتربول) من ظهور أساليب احتيال مرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
مخاطر جمة
وقالت إن العلاجات واللقاحات الزائفة التي يتم الإعلان عنها على مواقع زائفة قد تشكل مخاطر سيبرانية، ومخاطر كبيرة على صحة الناس بل وأرواحهم.
وتقول شركة الأمن السيبراني ريكوردد فيوتشر، التي تتابع أساليب الاحتيال فيما يتعلق بالوباء الحالي على الإنترنت، إن نطاقات مواقع الانترنت التي تتضمن كلمة لقاح مع كلمة “كوفيد-19” أو فيروس كورونا زادت لأكثر من مثليها منذ أكتوبر لتصل إلى حوالى 2500 نطاق في نوفمبر عندما اقتربت اللقاحات المشروعة الأولى من الحصول على موافقات السلطات المعنية.
وقالت لينزي كاي المديرة بشركة ريكوردد فيوتشر: “حتى الآن يبدو أن الكثير من هذه النطاقات مجرد تسجيل لعناوين انتهازية لكن بعضها سيستخدم في محاولات للحصول على معلومات بإغراء الناس بالضغط على روابط” خبيثة.
وأضافت أن فريق العاملين معها الذي يعمل على مسح الشبكة المظلمة لم يصادف حتى الآن أي لقاح مشروع محول من منشآت الرعاية الصحية أو مخزونات الدول.
تباطؤ شديد
ويستغل المحتالون مخاوف الناس من توزيع اللقاحات بوتيرة أبطأ كثيرا مما وعد به المسؤولون للوقاية من الفيروس، الذي راح ضحيته أكثر من 1.8 مليون إنسان على مستوى العالم حتى الآن.
وسيضطر معظم الناس للانتظار حتى الربيع بل وربما حتى الصيف للحصول على موعد لحقنهم بالجرعات اللازمة.
وفي الولايات المتحدة، قال المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن حوالى 4.5 مليون شخص تلقوا الجرعة الأولى حتى الاثنين.
ويمثل ذلك أقل من ربع العدد الذي كان من المفترض أن يتم تطعيمه باللقاح بنهاية 2020 طبقا لتوقعات حكومية سابقة.
ومثلا، على منتدى أجارثا على الشبكة المظلمة تُعرض لقاحات زائفة لـ”كوفيد-19 “جنبا إلى جنب مع الكوكايين والأدوية المهدئة “وأوراق نقد مزيفة فائقة الجودة” ومسدسات وبطاقات هدايا.
قائمة الأسعار
وعرضت صور لمخزونات من اللقاح وعرضت الجرعات بأسعار تبلغ 500 دولار أو 1000 دولار أو ما يعادلها بالعملة الإلكترونية بيتكوين.
وعلى موقع آخر على الشبكة المظلمة يدعي بائع أنه من “معهد ووهان للعلوم” ويعرض لقاحات “كوفيد-19” مقابل تبرع ويطلب من المشترين تقديم تاريخهم الطبي.
وعلى “تلغرام” تزعم عدة قنوات أنها تعرض لقاحات “كوفيد-19” بمصاحبة صور للمخزونات. وعرض أحد المستخدمين لقاح شركة مودرنا بسعر 180 دولارا للجرعة وزعم أن لقاح شركتي فايزر وبيونتيك بمبلغ 150 دولارا ولقاح أسترازينيكا سعره 110 دولارات للجرعة.
لكن أسعار هذه اللقاحات في الحقيقة أقل بكثير.
احتيال على المكشوف
وردا على سؤال عن كيفية شحن اللقاحات، قال صاحب الحساب إنها ستنقل في صندوق يتم التحكم في درجات الحرارة داخله وعبوات بالثلج خلال بضعة أيام أو في اليوم التالي مقابل تكلفة إضافية.
وتحتاج لقاحات “كوفيد-19” الحقيقية لاسيما لقاح فايزر بيونتيك لنقلها في درجات حرارة منخفضة تخضع لضوابط معينة، لكي تحتفظ بفاعليتها وتزود شركات الأدوية الشحنات بأجهزة لتتبع درجات الحرارة لضمان المحافظة على برودتها.
وحتى الآن اعتمدت الولايات المتحدة لقاحين للمرض للاستخدام الاستثنائي هما لقاحا فايزر بيونتيك ومودرنا.
وحتى الآن أقر الاتحاد الأوروبي لقاح فايزر بيونتيك ومن المتوقع أن يعتمد لقاح مودرنا خلال الأسبوع الحالي.
واعتمدت بريطانيا هذين اللقاحين وأضافت إليهما اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد مع شركة أسترازينيكا.
تعليقات الشركات
وسئلت فايزر عن أساليب الاحتيال، فقالت إنها اتخذت خطوات دقيقة لتقليل خطر التزييف وإنها تتبع الاتجاهات بكل دقة.
وقال متحدث باسمها في بيان: “يجب ألا يحاول أحد الحصول على اللقاح عن طريق الإنترنت، فلا يباع لقاح مشروع على الإنترنت، وأن يتم تطعيمهم فقط في مراكز التطعيم المعتمدة أو من خلال مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين”.
وأحالت مودرنا طلبا للتعليق إلى وزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية التي لم ترد. ولم ترد أسترازينيكا على طلب للتعليق.
وحثت وزارة الصحة ومكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل الأميركية عموم الناس على الإبلاغ عن أي عمليات احتيال فيما يتعلق باللقاح.
سكاي نيوز