الجراد في الجنوب / عمر عياصرة

الجراد في الجنوب

عملية مستمرة، وتأهب في اقصى حالاته، لمواجهة اسراب الجراد الكبيرة التي اجتاحت جنوب الاردن قادمة من الصحاري السعودية المتاخمة لحدودنا.
وزارة الزراعة ووزيرها في حالة طوارئ، فهناك غرفة مركزية في عمان تدير عملية المكافحة بهدوء واحترافية، وهناك غرف اخرى في المناطق الحدودية التي تتعرض لهجمات الجراد.
يشارك في عملية المكافحة خيرة شبابنا من موظفي ومهندسي وزارة الزراعة، مدججين بمعونة سائر الاجهزة العسكرية والامنية والادارية وكذلك المواطنين.
الجهود مشكورة، فالامور تحت السيطرة، وقد اعلنت وزارة الزراعة عن القضاء على اكثر من 30 مليون جرادة في الموجة الاولى والتي تعتبر كبيرة والانجاز تجاهها كبير.
الهجمة الاولى مرت بسلام واحترافية، وتتأهب للتصدي لموجات اخرى من هذا المخلوق الذي يأكل الاخضر واليابس، ويشكل تهديدا لموسمنا الزراعي وجهد مزارعينا.
الوزير الشحاحدة يقف على رأس الحملة، فالمتابعة ميدانية وشخصية، وقد احسن الرجل الاستعداد للجراد وهجماتها، ولعل استعانته منذ البداية بالجيش وطائرات سلاح الجو كان لها الاثر الكبير في النجاحات المتحققة الى الان.
اضم صوتي لما كتبه الدكتور صبري ربيحات في مقالته الاخيرة بأن الجنوب مبتلى بالجراد الى جانب ويلاته التنموية على قاعدة «مش ناقصه».
لكن الجنوب رغم ذلك قادر على مواجهة تلك الصعاب، وجهود وزارة الزراعة الى الان تبدو مثمرة، وتظافر الجهود وتكاملها من الجميع تسجل ملحمة حقيقية في مواجهة تلك الموجات.
مرة اخرى الاستعدادات والتأهب متواصل منذ اكثر من شهرين، بعيدا عن الاعلام والضجيج، ويستحق هؤلاء جميعا منا الشكر والثناء على ما قاموا به.
قصة مكافحة الجراد بهذه الكفاءة تثبت ان جهازنا البيروقراطي لا زال بخير، وان الهجوم الشامل عليه ونعته بالترهل ليس دقيقا، فهناك في ارضنا كفاءة تعطينا أملا بالمستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى