التوجيهي : هل يُحتضر؟!
د. ذوقان عبيدات
ما رافق #التوجيهي هذا العام ليس كله حقيقة.. وإعلام التوجيهي والإعلام المعاكس لم يحلا المشكلة!! والتوجيهي ليس أزمة عابرة ، لكنها #أزمة تحولت إلى #مشكلة، وتعايشنا معها جميعاً حتى لم نعد نراها مهمة.
تمتع صقور #الامتحانات، وصقور التوجيهي بآلام الطلبة والمجتمع، بل وجنى بعضهم أموالاً – وهذا مهم إلى حد ما- وتمتع صقور الإعلام الذين خلقوا الفوضى والإحباط والبلبلة في أثناء الامتحان! والآن، وبعد هدوء العاصفة، فلا بد من كلام هادئ حول التوجيهي:
- هل من المعقول أن نسخر عمليات #التعلم كلها في خدمة التوجيهي؟
- فهل من العدالة إجراء امتحان عام موحد لطلبة يختلفون في مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأسرية والتعليمية؟
- وهل من الأخلاق أن يتعلم الطالب أثنى عشر عاماً، ثم نقول له “راسب” ؟ اذهب أنت وربك فقاتلا!؟
- وهل من المعقول أن تكون نسبة #النجاح 60% أو 70% ؟ وما مصير الباقين؟ وهل من الأخلاق تحميلهم مسؤولية #فشل #التعليم؟
لقد طورنا التعليم ! وجودنا الكتب، و دربنا المعلمين، ورفعنا مستوى أداء المشرفين، وأكرمنا المعلمين بل أغرقناهم في امتيازات ومكرمات، وغيرنا المناهج، ووضعنا قوانين وتشريعات، وبنينا مدارس أنيقة … الخ، ومع ذلك بقيت نسبة النجاح في التوجيهي ثابتة بين 50-60%!!
هل الخلل في ما زرعنا أم في حصادنا ( التوجيهي)؟ صرفنا ملايين، وأقحمنا مشاريع، ودخلنا الرقمنة واقتصادها. ولكن التوجيهي بقي صامداً كسد النهضة! وبقي منطقنا: عند الامتحان، يكرم المرء أو يهان!!
لست متفائلاً باندثار التوجيهي هذا العام. ولكنني أطالب بإصلاحه: شكلاً ومضموناً:
في الشكل : امتحان عادي، يتم في المدرسة والصف الذي يتعلم فيه الطالب، ويحق للطالب إعادة أي امتحان في وقت بعد أسبوع ، ويجب اختفاء النجاح والرسوب ويكتفى بما حصل عليه الطالب من درجات.
وفي المضمون، تغييرات على مستوى أوراق الامتحان. وقد يكفي ورقة للعلوم وورقة للرياضيات و ورقة للغة والثقافة.
وفي المضمون أيضا.. امتحان بأسئلة عاقلة لا تخضع لرأي فاحص.. قد يقال هذا تبسيط شديد ومخل!أين كرامة الوطن! وهويتنا! وسيادتنا ؟! وأين نظام قبول الجامعات؟! بالمناسبة يتقدم للتوجيهي 220 ألفاً، وليس كلهم راغبين في مقعد جامعي!! لماذا لا نفصل بين مصير آلاف غير الراغبين في الجامعات وبين التوجيهي؟!
هذه أفكار إثارة واستفزاز! المطلوب تفكير شامل في النظام التربوي وفي التوجيهي!!
لقد كلفنا التوجيهي – وهذا صحيح – كلفة عالية حين وظفنا كل تعليمنا من بدء التعليم حتى نهايته لتوفير متطلبات النجاح في التوجيهي: وهي حفظ المعلومات ونسيانها بعد وقت قصير!!