التغريبة الفلسطينية بين السرد وفن الدراما

#التغريبة_الفلسطينية بين السرد وفن #الدراما

الباحث أسامة محمد أبو احسيان

أسامة أبو احسيان
لكلِّ شكل ومكان حيزهما الوجودي ،فمنَّا من ينظر إليهما نظرة سطحية، ومنَّا من يبثُّ الروح فيهما، ويستنطقهما بحواسه ومشاعره الداخلية، فيصفهما من جميع الزوايا وينظر إليهما
نظرة متأملة.
ولنطبق على وصف المكان في التَّغريبة الفلسطينية، وهي القرية والحياة فيها، يصفها علي في طفولته من خلال موضوع التَّعبير المقدم لأستاذه، فيقول:

“الحياة في الريف لم أخرج في رحلة إلى الريف لأنَّني من سكان الريف، الريف جميل بمناظره وخضرته ومائه وطيوره،يزوره النَّاس للتَّمتُّع بالمناظر الخلَّابة، لكن الريفي نفسه لا يتمتَّع بها كغيره لماذا؟ لأنَّه يعيش حياة مليئة بالشَّقاء والفقر، يعمل طوال النَّهار لقاء قروش قليلة لا تكفي لطعامه، كيف يمكن أن يكون الفلَّاح سعيدا”

فهنا وصف حياة الريف بناء على أماكنها التي يتمتَّع بها الزوار، وأماكن العمل والشَّقاء، وصعوبة الحياة السكنية داخل الريف، فوصف الكاتب الريف من زوايا معينة تحتويه؛ لتكون
الكلمات هي الشَّاهد المشهود على هذا المكان، الفلَّاح الذي يصوره الجميع مترنِّما مستمتعا في الحقول المترامية تحت شمس الواقع، يغنِّي ويلهو، وهمه الزرع والمطر، صافي الذهن متأمل جمال الطَّبيعة ويأكُلُ مما لذَّ وطاب بلحظته الآنية، لكن هيهات هيهات لن يفلح من رسموه، وتشابهت عليهم الأمور، فهو من تختلط الأرض بعرق جبينه، ويطارده الإقطاعيين من بزوغ القهر، ويحرم نفسه ليعوض الخسائر من كثرة الضرائب المتلاحقة به، حياة متعبة بائسة لم يقطف منها سوى العناء والمشقَّة، والتَّشبيهات الجميلة المزينة لحياته هي في نصوص التَّعبيرفحسب.

رسالة ماجستير بعنوان” وليد سيف بين السرد وفن الدراما التغريبة الفلسطينية أنموذجا”
إعداد الباحث: أسامة محمد أبو احسيان
الأردن_ جامعة اليرموك_ إربد ٢٠٢١

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى