في مثل هذه الأيام أواخر #رمضان كانت اهتمامات الناس كثيرة ومتعددة أهمها الفوز بليلة القدر للعابدين وللمصلين أما نحن الصغار فكان الجانب الديني له حضوره الكبير بيننا خصوصاً أنه كان مدعوماً من الكبار بنوعين من الدعم . أما الأول معنوي عن طريق تشجيعنا ومدحنا أمام الكبار بأننا صمنا رمضان وأقمنا لياليه والثاني مادي ومؤجل حتى أول أيام العيد ، ألا وهي العيدية حيث كنا نحسب كم سيكون لدينا من النقود وذلك من خلال تجاربنا السابقة في الأعياد المنصرمة مع من يعايدوننا وغالباً ما تكون حساباتنا شبه دقيقة .
أول أيام العيد وبعد إمتلاء جيوبنا بالنقد كان هدفنا الأول شراء بعض القطع والأدوات والألعاب التي كنا نشاهدها يومياً في الخزانة الحديدية على دوار الشهيد وصفي التل / إربد وتحديداً بجانب محمص شهرزاد وصيدلية الطبيشات لذلك الرجل الأسمر والقصير القامة والذي وزنه لم يتعدى الخمسين كيلو غراماً ولم نكن نعرف إسمه ، بل يكتفي بوصفه ومناداته بالباكستاني .
وكان موقعه استراتيجياً ومناسباً فهو قريب من محلات العفوري للكنافة وكذلك محل ماجد لتأجير الدراجات الهوائية وسينما الجميل ومطعم سامح لساندويشات الفلافل ومحل رماية الخردق ودكان أبو عفيف وغيرها من تلك البسطات التي كانت منتشرة في بداية شارع إيدون وصولاً لمنطقة سينما الجميل . باختصار تلك الخزانة كانت محجاً لنا أكثر من سوق البخارية لما كانت تحويه من قطع ومواد وأدوات .
فيما بعد توسعت تجارة #الباكستاني وافتتح فرعاً ثانياً لا أدري هل كان أخوه أم قريباً له واتخذ من زاوية محلات سنجر مكاناً له عند تقاطع شارع الحصن مع شارع بغداد /( فلسطين) أي مقابل الملكية للطيران حالياً .
استمر الحال لمنتصف الثمانينيات تقريباً وبعدها لم يعد للباكستاني أو قريبه أي وجود . ولكن بقيت ذكرياتنا مع ما كنا نشتريه منهما مثل النظارات والمداليات وموس الكباس ومسدسات البستون والفلين وقصاصات الأظافر والألعاب النارية وغيرها الكثير الكثير .
لا أخفيكم أنني أشعر بالحزن عندما أرى أطفالنا اليوم وقد سرقتهم الألعاب الإلكترونية على الأجهزة غير الذكية وحرمتهم من متعة ألعاب زمان الذكية