الانتخاب شهادة وامانة

الانتخاب شهادة وامانة

د بسام محمد ابوخضير

ندرك جميعا أن #الإصلاح الذي نبتغيه ونسعى إليه وننادي به نهاراً حهاراً في لقاءاتنا ومؤتمراتنا ووكتاباتنا وخطاباتنا على تنوعها وامتدادها في عُرض الوطن وطوله وعبر وسائل الاتصال والتواصل المختلفة ، إنما نحن من يصنعه … ، نعم نحن من يصنع هذا الإصلاح المروم ، ونحن من يقره ويرعاه ، وليس اخرون من فضاء او كوكب اخر… فنحن احرار فيمن نختار ليمثلنا وينوب عنا في تولى زمام إدارة المجالس المحلية سواء كان ذلك على مستوى البلديات اواللامركزية..
ففي كل #موسم_انتخاب نخوض مع الخائضين هذا الحدث الوطني بكل ما يصاحبه من ضجيج ووعود وعهود… ، لنعود بعد حين نشكو ونتذمر من قصور البعض ممن اخترناه فلم يشف الغليل ، ولم نجد فيه القدرة ولا التأهيل للاضطلاع بمهامه ومسؤولياته ، فيتسرب الاحباط الى نفوسنا واليأس إلى قلوبنا ونقعد ملومين محسورين ، وقد نذهب ابعد من ذلك فَنُحَمِّل وزر إخفاقِنا وسوء اختيارِنا لاخرين فنلعنهم صباح مساء ونتناسى اننا نحن الذين فعلنا ذلك بأيدينا وبكامل وعينا…
إلى متى نبقى نعاني هذه السيناريوهات التي نحط فيها من قدرنا ودورنا ونقلل من قيمة فِعلنا ؟ فنفشل وتذهب ريحنا…. إلى متى ستبقى مصالحنا الخاصة وانتماءاتنا المعصوبة الواهية هي من تحكم سلوكنا وتوجهاتنا ، ونرمي وراء ظهورنا الثوابت والمعايير الحقة السليمة التي نتلمسها ونشتقها من عقيدتنا السمحة ، وقيمنا وعاداتنا الاصيلة التي ترقى بنا إلى العلا والمنعة والفخار …؟ إلى متى سنبقى نحمل على اكتافنا ممن لا يستحق ونضعهم على خزائن الوطن ومقدراته يأكلون السحت في بطونهم ، لنجد انفسنا اخيرا في خضم بحر متلاطم من الاشكاليات والتحديات والازمات المعقدة …
اقول ذلك ونحن نعيش في هذه الآيام موسم الانتخابات البلدية واللامركزية حيث يقتضي الواجب الوطني منا جميعا المشاركة وممارسة حقنا الدستوري في الانتخاب واختيار الاقدر والأجدر ، ونكون أمناء صادقين فلا نقدم للوطن الا القوي الأمين ، ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ… ) فعملية الانتخاب برمتها موقف وقسم وشهادة سوف نسأل عنه أمام الله والوطن .
إن الإختيار السليم القائم على انتخاب المرشح الي نرى فيه القوة و #الأمانة والعدالة والحزم والعزم والمساوة والخبرة والاحاطة هو توجه جاد في حفظ #الوطن وصون مقدراته وتنمية موارده والسمو به الى معارج الرفعة والمنعة والازدهار،
ان اضطلاعنا بمسؤولياتنا كمواطنين واختيارنا الأنسب هو أمانة وشهادة وواجب وطني مقدس يجب أن نحسن تأديته ليبقى وطننا يزهو بأهله الصِيد ، وينعم بالأمن والاستقرار . َ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى