سواليف
الت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن “المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة وصلت إلى نهاية دبلوماسية مسدودة، فيما تبدو الحرب كأنها السيناريو الوحيد الممكن”.
وفي مقال رأي في الإندبندنت، كتب الصحفي أحمد أبو دوح بعنوان: “مصر في موقف حرج بسبب سد النيل، وقد لا يكون أمامها خيار سوى الحرب”.
ويفصّل الكاتب وجهة نظره، قائلا إن ” المياه ليست المصلحة الحيوية الوحيدة على المحك: فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقاتل من أجل شرعيته أيضا”.
وأشار إلى أنه و”منذ توليه السلطة في عام 2014، قدم السيسي رواية شعبوية/ قومية تستند إلى تنمية الكثير من الكبرياء بالقوة العسكرية، ورفع توقعات الناس بشأن قدرته على حماية أمن مصر القومي ومصالحها”.
واستطرد قائلا: “يفهم السيسي أنه بخسارة المعركة الدبلوماسية حول ملء السد والاستسلام لضغوط إثيوبيا، سيخاطر بإشعال الاضطرابات الشعبية، وربما انقلاب عسكري”.
وينقل أبو دوح عن مصدر في القاهرة -لم يسمه- أخبره أن “مصر شهدت مؤخرا تغييرا في التركيز في استراتيجيتها للتعامل مع صراع ملء سد النهضة، وأن السيسي يشعر بخيبة أمل كبيرة من استراتيجية التصعيد التي تتبعها إثيوبيا”.
ولفت النظر إلى أنه “يتم استثمار الإثيوبيين في الصراع، وهم الذين يرون السد كعلامة للنهضة والفخر القومي. وقد تم تغطية تكلفته البالغة 4.8 مليار دولار، إلى حد كبير، من خلال رواتب موظفي الدولة الإثيوبيين، وتبرعات أخرى من الناس العاديين والفقراء”.
ورغم أن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، يواجه “اضطرابات سياسية وعرقية في الداخل، إلا أن سد النهضة هو أكبر قضية سياسية يمكن للإثيوبيين أن يتجمعوا من خلالها، ويمكن أن تمد أحمد بالوحدة الوطنية التي يحتاجها بشدة”.
ويضيف: “إذا تخلى عن الكثير، يمكن أن تلاقي حكومته رفضا من قبل الناس أو من قبل الجنرالات الساخطين الذين يعارضون إصلاحاته الديمقراطية، التي يرى الكثيرون أنها متهورة”.
وانتهى أبو دوح إلى أن هذا “يمكن أن يدفع مصر إلى القيام بعمل عسكري لتوجيه انتباه المجتمع الدولي نحو الصراع، وفرضه على جدول أعمال الرئيس الأمريكي المقبل. إنها الاستراتيجية ذاتها التي استخدمها الرئيس السادات لكسر الجمود الدبلوماسي حول وضع اللاسلم واللاحرب مع إسرائيل عام 1973”.