الإرهاب يسرق لقمة العيش
يا صاحب الأمر
كنتَ قبل سنوات أطلقت رسالة عمان ردّاً على الإرهاب، وقفنا كلنا ضد الإرهاب والتشوية لدين الإسلام ولتعاليمه، قبل مدة عشنا وجعاً في اربد واليوم عشنا آخر في الكرك وذرفنا الدموع دماً على معاذ وكل مصاب أصاب جنود الوطن من تفجيرات واعتداءات وغيرها واقسمنا على أن نبقى سداً منيعاً في وجه الإرهاب والطامعين في أمن هذا الوطن.
ايها الملك
إني اسألك عن الفرق بين من يقتل رجل أمن ومن يسرق رغيفه، أهناك فرق بينهما؟! إن الفرق هو أن ذاك قد عجّل في موته ليس أكثر لأنه سيموت جوعاً، مولاي ما الفرق بين من يقتل المدنيين وبين من يقتل أحلامهم؟!
لقد عاثوا فساداً أثكلوا كاهلنا ليعيشوا هم حياة الترف والبذخ، بات حلم الوظيفة شيئاً أسطورياً في بلادي، وأعرف الكثير من القصص المُثبتة والموجعة تلك التي دُمّرت بها أحلام أبناء (الحراثين) لصالح ابن فلان وفلان، يقاتلوننا على الوظائف العادية وكأنهم بحاجتها! أصبح هناك تساؤل عن وظائف الخارجية والسفارات والهيئات ما الذي نفعله لنحوز واحدة منها؟ شهادات؟ كفاءات؟! فـ والله إننا نملكها ولكن مثل هذه الوظائف بحاجة إلى جينات وزارية أو غيرها لنكون في تلك المناصب، ما العيب أن يكون وزراء هذا البلد من عامّة الناس يدركون مشاكلهم وأحزانهم؟!
أتحدى وزراء وأعيان هذا الوطن أن يعرفوا الطريق إلى قرى الأردن، أن يعرفوا حاجياتهم! لقد أرهبونا وأثقلوا كاهلنا ، أي إرهاب أكبر من تقرير ديوان المحاسبة الصادر قبل أيام؟!
نحن البُسطاء، نحن من تربينا على البساطة والدين والعادات الحميدة و حبّ الوطن نخاف على الوطن ونفتديه بأرواحنا ونحمله على أكتافنا وراحاتنا ومسؤولين هذا الوطن افترشوا احلامنا أرضاً واتخذوا من تعبنا ووجعنا سُلّماً ليرتفعوا درجة في مراتب السارقين.
إن شباب هذا الوطن نحن الذين دائماً ما سمعناك تتغنّى بنا كثروة وطنية وتتفاخر بنا نقول لك إن من يسرق قوتنا هو الإرهابي، إن من يتوارث المناصب في الدولة هو الإرهابي، لقد أصبحنا شباب محبط وعاجز وسُرقت أحلامنا .
قال تعالى في مُحكم كتابه بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) صدق الله العظيم.
إننا نناشدك أن تُعلن حرباً على اللإرهاب (الفساد) أن تُعيد لنا آمالنا وأحلامنا، أن تجعلنا نُدرك أن دماء الشهداء التي نزفت على ثرى الأردن تستحق وأنها من أجل الوطن وليس من أجل سارقيه.