الإبداع “بزور” و ليس بالزور!!!
الإبداع سمة إنسانية لا يحدّها زمان و لا مكان؛ و هي بتراكميتها التفاعلية من خصائص البشر الكبرى التي يفوقون بها الحيوانات رغم عدم نفي وجودها لدى معشر الحيوان!
فهي بذلك لا تقف عند لون أو دين أو عرق. فالإبداع “بزور” أعني “بذور” كما في بعض اللهجات؛ فإن وجدت هذه البزور البيئة المناسبة من تربة، و حرارة و عناية نمت و ازدهرت؛ و إن اختلّت شروط بيئتها اضمحلّت و ماتت!
بعض المثقّفين العرب بحاجة إلى الضرب “بالشبشب” بضم الشين و كسرها! فهم لا يستطيعون تحقيق أيَّ إنجاز حقيقي فيصطنعون الإنجازات و البطولات الزائفة الرخيصة! فهم يبحثون عن الإبداع بالتضليل و الزور!
قبل ساعة تناقشت مع أستاذ جامعي و أراد أن يُبرز لي أنّ العرب مبدعين، فقال لي “انت ما بتعرف إنّه نعوم تشومسكي أصله عربي”!
يا زلمة، لو سلّمنا جدلاً و هبلاً أنّ أصل تشومسكي عربي و أنّ اسمه نعمة مش نعوم و أنّ أمّه اسمها نعيمة، فما علاقة ذلك بإبداعه و تميّزه؟؟!!
كفاكم “محالاة بشعر بنات خالتكم” يا مُسَقّفيييين….والله فضحتونا 🙁
و أنا هنا لا أنفي الإبداع عن العرب؛ فقد كان منّا و ما زال فينا الكثير من المبدعين لكنّ البيئة الحاضنة تكاد تكون عقيمة في بلادنا….و أكبر دليل على ذلك وجود مئات بل آلاف المبدعين العرب في الغرب!
الإبداع يا سادة لا دين و لا عرق له و هو يتأتّى بزراعة البزور و ليس بالتزوير و الزور…. فيجب علينا وضع حد للتفكير السلبي السائد لدى مثقفينا بأنّ كل جميل و عظيم و رائع أصله عربي…. 🙁 و الله أعلمُ و أحكم
