«الأصول والمنابت» والإرهاب
الأكثر إثارة في مقابلة الملك مع الواشنطن بوست، انه تحدث عن القاء القبض على اربعين داعشيا مشددا على ان أصول أغلبهم فلسطينية، ويبدو ان الترجمة العربية بنسختها الاردنية تجنبت «السؤال والاجابة» تحت عنوان من التحسس غير المبرر.
الملك أذكى من «الذين تجنبوا الترجمة»، فهو أراد من خلال إطلالته على النخب الغربية انشاء حالة وعي بان ثمة رابطا قويا بين القضية الفلسطينية والتشدد.
فمن المعروف ان الخطاب الاردني منذ أحداث «11 سبتمبر» يقدم جرعة مركزة للربط بين الاحتلال والإرهاب، راغبا ربما بتحفيز الولايات المتحدة لاتخاذ موقف اكثر عدالة في القضية الفلسطينية.
بالمقابل هناك خطاب ملكي ورسمي اردني يعمل دائما على تدوير اسطوانة مفيدة عنوانها ان الارهاب لا دين له، وانه غير مرتبط بجنس او هوية او دين.
نعود مرة اخرى لربط الملك في مقابلته بين الارهاب والاصول والمنابت، الربط توظيفي، لا يمكن تعميمه، لكن مفيد في سياق المقابلة وتحت عنوان خدمة القضية الفلسطينية وفق الرواية الاردنية.
ولعل لجوء الملك، الى الانتقاء الاحصائي هنا، كان ذكيا، واتفق مع الزميل عمر كلاب بان الخطاب جديد، ملفت للنظر، يستخدم لغة البحوث المعتمدة في مراكز التفكير الغربية.
واعتقد جازما، اننا بحاجة ماسة الى اعادة انتاج خطابنا المتعلق بالارهاب ليصبح اكثر شمولية وتأثيرا، فما انجزته رسالة عمان كان معقولا في الحالة الثقافية، لكننا في السياسة نحتاج لكثافة غامرة تربط بين الاحتلال والارهاب.
مع كل ذلك هناك اسباب متعددة ومتنوعه للتشدد، فمن يراقب انتشارية داعش في الاردن، يجد انها اخترقت قواعد الدعم «المحافظات»، فالاقتصاد كما السياسة كلها اسباب قد تفرخ الغضب والتشدد.