الأردن وإيران.. أي المقاربات؟
موقف الاردن من عملية زاهدان التي ذهب ضحيتها مجموعة من عناصر الحرس الثوري الايراني، كان محل تحليل ونقاش عند كثير من المحللين السياسيين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ادان العملية، وعبر عن تعازيه لإيران وشعبها، واكد ان الاردن سيظل وفيا لمحاربة الجماعات الارهابية.
البعض يقول ان الادانة روتينية، فالاردن ينسجم دائما مع نفسه في موضوع مكافحة الارهاب، ويرفضه على الدوام بعيدا عن التوظيفات السياسية.
اصحاب تلك النظرية، لا يرون في برقية التعزية والادانة اية مغازلة لإيران او اية اشارة سياسية، وما يؤكد وجهة نظرهم ان مصدر الادانة لم يرتق لمستوى وزير الخارجية او الملك كما هو معتاد.
آخرون يرون خلاف ذلك، فرغم مشاركة الاردن في «اجتماع وارسو» الا ان الاردن يحاول تأطير نظرية تقول «ان الاشتباك لا يعني الموافقة».
بمعنى ان المطبخ السياسي الاردني حذر، ويحسب خطواته بدقة، وبالتالي هو لا يتوانى عن ارسال رسائل لطهران، تعلن انه ليس في الجهة المتطرفة من العداء لها.
الوضع معقد، والخيارات متوافرة، لكنها مفخخة، لذلك تبدو كل حركة او انفعالة سياسية اردنية، صغيرة او كبيرة، خاضعة للرصد والتقييم.
تقديري الشخصي ان الاردن لا زال لم يحسم رسم استراتيجية نهائية في التعامل مع ايران، بل هناك حالة مرحلية، عمل بالقطعة والمياومة، منتظرة ومتخوفة من معطيات متحركة.
الاردن غير راض عن تواجد طهران بتلك الكثافة في دمشق وبغداد، وتتمنى ان يتقلص ذاك التواجد، لكنها لا تملك ان تقوم بالامر بنفسها، عليها ان تتكيف وان تقدم خطابا يعالج مصالحنا الحيوية الخاصة.
من هنا اتفهم ان يرسل الاردن بعض الاشارات لإيران، واتفهم ان تكون حذرة بذلك، لكنني مع رسم خارطة طريق واضحة على اقل تقدير في ذهن صانع القرار الاردني.