#سواليف – ا.د حسين محادين*
-اسم #المجموعة_القصصية: #لوحات_حالمة في #ذاكرة #غيمة جنوبية.
-القاصة، عائدة محمود الادهش المعايطة.
-الغلاف ، موزع بين اللونين الابيض والازرق الوقور وبذائقة ألوان وحس بصري رهيف يحاكي ببلاغة الواثق محتوى واسماء لوحات الكتاب وعددها ثمانية عشر لوحة، ،علما بأن لوحة الغلاف الرئيسة من تصميم إبنة القاصة، الفنانة ديما عبد الجليل المعايطة، وهذه لافتة اخرى حرِيّة بالتناول والتحليل لاحقا.
- دار النشر : دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، عمان ،2022.
*أمكنة متعددة بحبل سُري واحد،واستناداً لإطروحات علم اجتماع الادب أقول ،لقد جاء
المكان بعموميته على وجه الارض بتعدد الهاماته ومالآته وكأنه الحاضن والمحضون في هذه المجموعة القصصية الولودة بالمعاني الانسانية الباسقة، والعابرة للجغرافيا واللغات في آن ، فكل الأمكنة رغم تعدد مُسمياتها والاحداث الغنية التي جرت عليها وحاورتها القاصة بعمق ورشاقة.. جاءت كُلها من جذر اردني انساني واحد، سواء باستشهادها في المتن بأغان الاعراس،او صواوين الفرح والعزاء ودورة الحياة عموما ، او بتوظيفها البارع لرمزية الشماغ الوطني الاحمر الذي جذبها نحوه بعفوية المنتمية والتائقة لريحة البلاد/ الاردن الاغر في الغربة كما تؤكد ضمناً، رغم بُعد مُعتمره عنها جغرافيا، وهو “الضابط” الذي تأخر في الاهتداء اليهما، وهي تنتظر برفقة زوجها الملحق العسكري الذي طال انتظارهما لعدد من النشامى القادمين للالتحاق في كلية الاركان الباكستانية وهما يستقبلان معا القادمين الى مطار العاصمة.
- يمكنني التوكيد هنا بأن #الابداع الهادف المُتضمن في بنية ورشاقة سرد ولغة القاصة التي تفوح منها لغة الوعي والتنوير، وفي ذروته التماعة الحدث الرئيس بكل قصة إذ حيكت كل منها بإجادة كتابية حِرفية وبنكهة آسرة لنا وكأن القارىء امام اضمامة نصوص واحدة كمجموعة لكنها متعددة الورود والعطور ،كقولها ووصفها البليغان مثلاً ” سباني المكان وهي تصف شعورها اثناء تواجدها مدعوة برفقة زوجها الملحق العسكري في بريطانيا الى قصر باكنغهام الملكي في لندن ص73، وقولها في تشبيه الحياة فلسفيا ايضا ، هذا الشارع هو حياتنا بكل تعرجاتها وإنعطافاتها من الألف وحتى حرف الياء ص55″. وتجلى الابداع المتنام ايضا في قدرتها على بث كُثرة من إخضرار المعان ورِقة العِبر المُستلهمة منهما، فكرا وحركة سرد متناغمة بين شخوص وبنية القِصص باختلاف لغات ابطالها وبلدان تواجدهم بالنسبة للقارىء المُجد.
- تواتر الخبرات والاجيال..من الكرك الى لندن وغيرها ..
لم تكن بطلة القص في ترحالها من الكرك/جذر الامكنة في شخصيتها وخبراتها الاولية الى الباكستان ثم الى باريس ثم لندن، والأخيرة هي التي شكلت برأييّ ذروة الوعي وعميق الخبرات لدى ما تضمنه اصدار القاصة من بوح دافق ببساطة اللغة رغم شاعريتها، فجاء الوصف مزواج الهوية ولا على التجنيس الادبي الصارم، فهوية الكتاب شيدت علاقة مبررة كما استنتجت بعد انتهائي من قراءة المجموعة ، بين المذكرات الشخصية ووهج البلدان /الحكايا التي بثتها الاديبة ربما لسعي منها في خلق معادل ذهني ونفسي لجوانياتها المتأججة نتيجة لغياب الاحفاد من حولها جغرافيا كما قالت هي في امسية إشهار الطبعة الثانية لمجموعتها في الكرك أمس باستضافة كريمة من منتدى ميشع الموابي وبمشاركة جمهور ذويق للثقافة وللابداع في الكرك، وربما ايضا بحكم الصُدفة بأن رافقت البطلة /القاصة زوجها الضابط العسكري الكبير، رغم انها كانت صغيرة السن حين غادرت الى الباكستان برفقتها طفلتها ديما ذات التسعة شهور مقارنة بعمر زوجها الذي يكبرها سناً، وهذه الفنانة حاليا ديما هي التي صممت بعد عقود لوحة غلاف هذه المجموعة وهذه مفارقة اخرى في المجموعة.
*تناصات التاريخ الاسري مع الابداع ممثلا في :-
أ- حالها كقاصة كما هو الحال قبلاً مع ابيها وهو جذر الخبرات لطفولتها كما يرى العالم فرويد ،”خبرات الطفولة “وكما تروي، فهو اي الأب محمود رحمه الله كان حينها الشاب اليافع الكركي بجذوره البدوية /الفلاحية والذي ذهب الى مدرسة السلط الثانوية للدراسة في اربعينيات القرن الماضي برفقة والده الشيخ الجليل والغني كما تصفه القاصة، والذي خاف عليه بعد وصولهما على ظهور الأحصنة لمدينة السلط، فأسكنه عند خوري انجليزي مع اسرته،وهذا توكيد ضمني مضاف على علاقة عشيرة المعايطة المميزة مع اخوتهم في العيش والجغرافيا من المسيحين في الكرك التي دفعت بالجد ان يختار خوري تحديدا ليُسكن ابنه محمود عنده في السلط ،حيث تشرب محمود -كجزء من خبرات يفاعته- وبحكم معايشته لأسرته الجديدة طبائع الانجليز نظاما وتقاليد حياة صارمة ، فيغدو والدها نصفه بدوي ونصفه المتمم انجليزي الوعي والسلوك، والذي كان بدوره ايضا يكبُر زوجته الشركسية أم القاصة بعقدين من السنوات تقريبا، وهنا ثمة تشابه ما في وقائع حياة الأم وابنتها القاصة. ترابطا مع اهتمامات افراد اسرتها من جهة الاهل اولا والابناء لاحقا في الادب وعناوين الابداع المختلفة.
اخيرا ان هذه الاضاءة لن تغني عن قراءة المجموع كأم وموئل اساس لتعرف على عناصر الابداع والتشويق معرفة وإفادة من مضامين اطروحاتها حتى ان وصل انجذابي لشخوص المجموعة أن اتساؤل بكل ثناء قائلاً. ترى ايهما ابلغ القاصة نفسها التي تشبه جُل الامهات والجدات الاردنيات ام المجموعة برمتها التي تشبه انفاس وتضارس الوضوح والشموخ والارتقاء في شهداء الاردن ونبل اهلنا الطيبون فيه…تساؤل مفتوح على الحوار بالتي هي ابداع.
- جامعة مؤتة-قسم علم الاجتماع.