#الأحزاب_الموسمية
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
نعيش اليوم أصعب أيامنا في ظل طرفي المعادلة المتمثلة في #فساد #السلطة_الحاكمة ” النظام السياسي ” من جهة وفساد #السلوك_المجتمعي، سكوت وصمت الشعب خلال العقود الماضية عن الدفاع عن حقوقه وممتلكاته ومقدرات وسيادة وطنه شجع مؤسسة الفساد وخونة الوطن على الإجهاز على ما تبقى حتى أصبح الاردن اليوم مرهوناً للبنوك والصناديق الدولية ولا يمتلك حرية اتخاذ القرارات الوطنية السيادية ، حيث لم يعد خافياً على أحد ان بعض الوزارات والدوائر والمؤسسات تديرها قوى ودول خارجية ، ناهيك ان السياسة الخارجية والامنية مرتبطة مباشرة بالتوجهات والمشاريع الامريكية ، باختصار فساد السلطة الحاكمة أصبح على رؤوس الاشهاد بل ويصل الأمر ببعض رموزه حد التفاخر به .
لكن الاخطر هو الفساد الشعبي، ولو أخذنا جزءًا من اشكال فساده، قد يفهم صمت #الشعب عن المجاهرة بالتصدي للفساد الرسمي بالخوف من العواقب والمراهنة على امل الاصلاحات وغيرها من التبريرات ، لكن ان يحتشد المئات بالطوابير للفاسدين الذين يجوبون الارياف والبوادي داعين ومبشرين لأحزاب استثمارية معروفة أصول اموالهم ومصادرها والجهات التي تقف خلفها للانضمام والتسجيل في الأحزاب الموسمية الانتخابية المراد تأسيسها مقابل مبالغ مالية زهيدة أو مقابل وعود زائفة ! هل نحن شعب بلا ذاكرة ! ألم تتشكل مثل هذه الاحزاب في المواسم الانتخابية السابقة وبلغ عدد أعضاء بعضها 50000 عضو؛ أين هي اليوم وأين هي وعودهم وماذا حققوا للشعب ! داسوا على رؤوس البسطاء ووصلوا للسلطة وباعوا واشتروا وسمسروا واغتنوا واخيرا… بالوا على الشعب ! هل نسينا ما قاله رئيس مجلس الشعب ” مش شغلك يا مواطن “
أستغرب أن نُلدغ من نفس الجحر ومن نفس الثعابين مرات ومرات ولا نتعلم ، هؤلاء المتحزبين الجدد أو غالبيتهم هم من رحم الفساد الذي ينخر فينا أو قطاريز لدى كبار الفاسدين، بعضهم واجهات لجهات خارجية تضمر كل الشر للاردن ومتماهية مع المشروع الصهيوني التهويدي ، بعضهم ممثلين لشركات تجارة المخدرات والذهب ، بعضهم ممثلين للسفارة الصهيونية وتجار العقارات، المهزلة الانتخابية القادمة ستمر تحت ضجيج صخب الاعلام التضليلي وزغاريد بيع ما تبقى من الوطن وأناشيد البكاء على اطلاله ، ستفوز الشركة الاردنية المتحدة الخاصة لتجارة المخدرات والعقارات والموارد الطبيعية ، سيفوز أعداء الوطن وما أكثرهم اليوم ، وسيبقى الجياع يلهثون ورائهم ليفوزوا بورقة نقدية ، عندما تشترى عضوية الاحزاب فهناك مصيبة كبرى ستحل بنا، فمصائبنا كبيرة وفي مقدمتها قانون الاحزاب والتدخل الأمني في الحياة السياسية .