اغتيال البطش واغتيال العرب
البطش آخر من تغتالهم “إسرائيل” بكل الصلف والتحدي والوضوح، ضمن إستراتيجيتها للقضاء على كل عالم فلسطيني يمكن أن تكون له مساهمة في الثورة العلمية التي ستحسم مصير المعركة.
وهكذا فعلت في استهداف مئات من علماء العراق الذين كانت ترصدهم في جامعاتهم ومراكز أبحاثهم وفي أسفارهم وتنقلاتهم.
لم تخفي “إسرائيل” هذا النهج ولن تخفيه، وستستمر فيه. ولكنها ما فكرت ولن تفكر في يوم من الأيام في اغتيال أي رجل من رجال الحكم في الأنظمة العربية التي ساعدتها، وما زالت تساعدها، في رعاية الجهل والتخلف وتنميتهما بين العرب وأبدعت في ذلك. فأنظمة الحكم العربية هذه تقوم يوميا بتنفيذ الإستراتجية “الإسرائيلية” ضد العلماء العرب، ولكن بطريقتهم الخاصة والتي يسمونها ” القوة الناعمة” قوة استحمار الشعوب وتطويعها وتركيعها.
في أنظمة الحكم العربية لم يبق عالم أو مفكر أو مبدع أو خلاق إلا واستهدفوه بالملاحقة والتهميش والإقصاء والإفقار، وبالتالي بالتهجير من بلاده، حيث تتلقفه أنظمة في انتظاره تقدر قيمة العلم والعلماء والإبداع وتعرف التكلفة الحقيقية لها. وكأن التنسيق قائم بين الطرفين كل حسب أهدافه وخططه.
بالتالي لا تريد أنظمة الحكم العربية أن يبقى حولها إلا مصفق أو مبخر أو هتيف، عقلة في جيبه، يباع ويشترى كخروف على باب المسلخ. وهؤلاء لا يمكن أن يكون الواحد منهم إلا فاسدا أو مفسدا لصا أو مخبرا أو مهربا، سكيرا أو مدمنا أو مقامر. وهذه هي مواصفات رجل الدولة لديهم، هو بالتأكيد لن يكون عالما ولا مبدعا ولا خلاقا، وينحصر دوره في وقف عجلة التطور ودفع الأمة إلى الوراء سنينا وسنينا.
إنهم يغتالون العرب ويغتالون مستقبل العرب. والصامتون عنهم والقابلون بهم شركاء في الجريمة.
عمان 22/4/2018