#اعلان_نوايا “لتثبيت ” #سرقة #نهر_الاردن
#عبدالفتاح_طوقان
قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ في الشهر الحادي عشر من عام ٢٠٢٢ ، جائت بنوايا موقعه بين إسرائيل و الأردن لاعادة ما قيل عنه “تأهيل و تحسين بيئة و نظام المياه لنهر الأردن و البحر الميت “، و في الحقيقة ما هي الا تثبيت لسرقة مياه النهر بعبقرية تمار زاندبرغ وزير حماية البيئة للكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين والسارق للمياه ووزير المياه والري في حكومة الأردن المهندس محمد النجار، و ما المقصود بتحسين و تآهيل ؟ هل معالجة مياه عادمه غير معالجة ترمي بها إسرائيل الي النهر ؟ ام إعادة ١٤٠٠ مليون متر مكعب مسروق سنويا من النهر ؟، و اليكم التفاصيل و الأسباب لماذا هي تثبيت “سرقة و اعتراف بما تفعله إسرائيل “.
نهر الأردن ذو ال ١٤٠ كيلومتر طولا و تعرجات تصل به الي ٣٥٠ كيلومترا – الذي عمد فيه المسيح عليه السلام والذي تم تسمية المملكة الأردنية بناءآ علي اسم النهر الذي يعني النزول و الانجراف بشده ام كما يقال في الهند يوردان تعني النهر الخالد او كما قالوا الفراعنه “ياردونا” المتشابه مع الاسم الكنعاني “ياردون” – هو من اهم الأنهار العربية المشتركة المتواجدة في المنطقة منذ الاف السنين ذو الأهمية و البعد التاريخي والديني، وهو المصدر الوحيد الدائم للمياه السطحية في الضفة الغربية و فلسطين و ليس الأردن فقط .
بل ان ١٢٠٠٠ كيلومتر مربع من مساحه حوضه البالغه ٤٣٥٠٠ كيلومتر مربع تقع في فلسطين بمفردها صاحب ثلث الحق المائي من الكمية ، بينما البقية تقع في لبنان والأردن و سوريه ، و قد ذهب الوزير الأردني بمفرده دون استشاره او تنسيق او حضور او قبول عربي من شركاء المشاطئة وممن لديهم روافد مثل بانياس و الحصباني او ممن لديهم منبع اللدان او النبع الصغير بريجيت في مرج عيون وسل “قلمه ذو الحبر الأسود” ووقع بعد ان تم تسليم السيف والدرع في معاهدات الاستسلام على يد اسلافه.
هذا النهر الذي تتدفق مياهه من اقصى الشمال وصولا الي البحر الميت و بفرق منسوب من ٢٢٠٠ مترا فوق البحر الي ٣٥٠ متر تحت سطح البحر في البحر الميت، و تتم تغذيته من نهر الحصباني ونهر بانياس في هضبة الجولان (المحتلة) و نهر اللدان في جبل الشيخ منطقه جبل حرمون تحديد (المحتل) شمال فلسطين ، و نهر اليرموك من جبل حوران ، و الاودية الجانبية ويمر في بحيرة الحولة في لبنان ثم يصب في بحيرة طبرية ليشكل النهر العلوي بكمية متدفقة تصل الي ١٤٠٠ مليون متر مكعب سنويا تصب في البحر الميت بعد التقائه بروافد نهر اليرموك ،نهر الزرقاء ووادي كفرنجة و جالوت، سرقت مياه من قبل كيان إسرائيل مما يزيد عن ١٢٠٠ مليون متر مكعب سنويا عن طريق أولا تحويل مجرى النهر العلوي عن طريق الناقل القطري الإسرائيلي تضخ منه سرقة و اغتصابا من مياه فلسطين ٥٠٠ مليون متر مكعب و ثانيا يإضافة سدود اقامتها لتخزين المياه المسروقة .
هذ النهر الذي تضخ فيه إسرائيل مياه عادمه غير معالجة من المستوطنات التي بنيت علي أراض تم اقتطاعها و سرقتها من فلسطين ادت الي تلوث مياه البحر الميت ، دون ان يشير احد الي ذلك في أي من معاهدات الاعتراف بالكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين ، بل ان تحويل المجرى و إقامة السدود أدى الي تناقص سطح البحر الميت ، ولم يعد يصل البحر الميت الا ما يقدر ب ٣٠ مليون متر مكعب سنويا عوضا عن ١٤٠٠ مليون متر مكعب ، و هنا يظهر جليا حجم السرقة .
توقيع نوايا في قمة المناخ ، ما هو الا اعتراف و تآكيد مجدد ان الأردن يقبل بكل ما تم سرقته و اغتصابه في وضح النهار ، و ان إسرائيل ستتفضل علي آلاردن برفع كمية المياه من ٣٠ مليون الي ٥٠ او ربما ١٠٠ مليون متر مكعب سنويا بينما هي تسرق الفرق و البالغ ١٣٧٠ مليون متر مكعب.
كيف للوزير في حكومة الأردن ان يقبل بالاعتراف بتلك الكميات المسروقة متجاهلا الموازنة المائية بين الشركاء في مياه النهر و حوضه – و متجاهلا حقوق الأردن ورأي مجلس النواب والمطالبات المتعددة بإلغاء وادي عربه و شطب العربه من أساسه بما حملت ، و التي زادت من نقص المياه في الاردن ، عن طريق توقيع اعلان نوايا لم تحدد فيه الكميات الحقيقة والحقوق المائية للاردن و الدول المجاوره – في الوقت ان النهر يضم اربع دول عربية مشاطئة له هي سوريا ،الأردن ،لبنان، فلسطين وكيان خامس مصطنع غرس في خاصرة الامة العربية باسم “إسرائيل” التي وقعت معها مصر والأردن و السلطة الفلسطينية معاهدات اعتراف بإسرائيل وحدودها وضمنيا كانت معاهدات تنازل فيها المفاوض ( الحاضر- الغائب) عن حدود فلسطين التاريخية المعروفة و الحقوق المائية.
من الذي اعطى اشاره تثبيت السرقة لوزير المياه الذي بناءآ عليه وقع في الفخ الإسرائيلي ووقع ؟ و اين هم كبار مفاوضي الدولة الأردنية ؟
aftoukan@hotmail.com