اعلام منهوب مركوب / علي الشريف

اعلام منهوب مركوب

لم ارى على مدار عمري تراجعا اعلاميا في كل مفاصل الاعلام الاردنية كما اراه هذه الايام والذي ربما ياذن في قادم الايام بتشيع جنائز عدد من الصحف الى مثواها الاخير
ولم ارى على امتداد عمري اعلاما تسحيجيا منافقا ورداحا كما اراه بالاردن الان وكاننا نعيش زمن الاعلام المصري الرديء الذي يبدل موقفه كل فترة خمس الاف مرة. حتى بات الاعلام الاردني لو كتب اية من القران الكريم لاعتقد الناس انها محرفه.
لا شك اننا في الزمن الرديء جدا ولا ادل على كلامي الا العواصف المالية التي تجتاح الصحف الورقية وعدم المصداقية في نقل الحديث كما ان المصداقية ذاتها باتت مفقودة ومعدومة عند كثير من المواقع الالكترونية حتى بات المشهد الاعلامي اردنيا لا يتعدى اكثر من لايك على الفيس بوك.
على من نضع اللوم في تردي الواقع الاعلامي هل نضعه على الحكومة التي ضربت اعلامنا الرسمي بمقتل حين افقدته الثقة بالقاريء من خلال اذرع اعلامية اكل الدهر عليها وسكر وثقة الناس بها معدومة ومطلوب منهم ان ينقلوا وجهة نظر الحكومة للناس فكيف ينفلون وجهة النظر والثقة مفقودة بهم وبالحكومة اصلا.
هل نتهم الحكومة بانها الصقت بصحفنا رؤساء تحرير يقمعون كل فكر ويتسلقون على المؤسسات الصحفية ليبقى رضى الحكومات وغيرها قائما عليهم ولذلك عملوا على تفريغ الصحافة من كل قيمها واهم قيمة بها النزاهة والراي والراي الاخر فدمروها تدميراوقتلوا الراي والراي الاخر قبله.
هل نتهم الصحفي نفسه ذاك الصحفي المرعوب جدا ام ذاك الصحفي الذي من الممكن له ان يفعل اي شيء ليصل الى منصب او كرسي ولو على حساب كرامة الصحافة برمتها ام نتهم ابناء الصحف على صمتهم المطبق على واقع صحفهم وتركها للفراعننة يسكنون اعمدة الزوايا بلا حسيب ولا رقيب .
الى متى تبقى الحكومات تحشر انفها بتعيين رؤساء تحرير على المقاس يميلون حيث مالت حكومتهم والى متى تبقى تقدم المنافع لاشخاص بلا تاثير ولا يقرا لهم الا هم ورئيس التحرير ان كان يقرا دون العمل على رقي الصحافة.
انا استغرب كيف لصحف تسمح لنفسها بان تكون تحت امرة رئيس تحرير يقودها الى واجهة الموت واستغرب ايضا كيف تتمتع الحكومة بالنظر الى صحف وطنية تقاد نحو الموت دون ان يرف لها جفن .
لم تعلم الحكومة بعد ولم يعلم الطاعنون في التسحيج انهم يخاطبون جيل الكتروني غير معني بالتسحيج والتصفيق وتصديق بعض الاخبار وهم بكبسة زر يمكن لهم ان يكشفوا كل الحقائق على مبدا اذا اردت ان تعلم ما يجدث بالاردن فاسمع اذاعة لندن.
من اكبر المصائب على الاعلام الاردني ان يعتم على خبر اردني تتناقله وسائل الاعلام العربية والخارجية برمتها فهل لا زال اعلامنا يتقوقع خلف وهم اسمه المهنية وهو اضعف خلق الله اركانا.
لطالما قال جلالة الملك ان حريتنا سقفها السماء ولطالما قامت الحكومة بخسف السقف على من فيه اقسم انه لمن العار على صحفنا ان يحقق فيديوا واحد لمواطن اردني غير معروف عدد مشاهدات يفوق عدد الدخول لكافة مواقع الصحف الاردنية فهل هذا الاعلام الذي تريده الحكومات .
للامانة اذا استمر المشهد الاعلامي كما هو الان عبارة عن مشهد اسود قاتم اللون لا يسر الناظرين واستمرت قبضة المنع والقص والتبديل بالاحداث والثناء على من لا يستحق الثناء.
وعدم القدرة على احداث تغيير بالفكر الاعلامي الموجود حاليا وقمع اي راي معارض لاي سياسة كانت رياضية او اقتصادية او سياسية او اجتماعية فسنكون وطنا بلا اعلام فماذا يعني وطن بلا اعلام هو يعني اننا سنكون وطن يحاولون تغييبه عن الاحداث.
اعلامنا مثل الزوجة التي قال لها زوجها يا حبيبتي اي الموسيقى تحبين فنظرت اليه بخجل وقالت الدحية فعرف انه مهما فعل سيراضيها بالدحية
اعلامنا اعلام مهدوم ومرعوب ومركوب والمصيبة ابو فوزي بحكي اعلامنا سقفه عالي “انداري”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى