سواليف
يُعدّ انسداد مجرى الدمع من المشاكل الصحيّة الشائعة لدى الأطفال حديثي الولادة بحيث يصيب ما يُقدّر بثلث الأطفال عند الولادة، وتحدث هذه الحالة نتيجة عدم اكتمال نمو جهاز التصريف الدمعيّ لديهم، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين فيمكن أن يحدث انسداد في مجرى الدمع نتيجة التعرّض لإصابة أو عدوى في العين، أو نمو أحد الأورام فيها.
فيفقد جهاز التصريف الدمعيّ القدرة على التخلص من الدمع الزائد في حال انسداد مجرى الدمع، ممّا يؤدي إلى تهيّج العين، والتدميع الدائم، وتزول معظم حالات انسداد مجرى الدمع عند الاطفال حديثيّ الولادة خلال السنة الأولى دون الحاجة للعلاج، أو من خلال اتّباع بعض طرق العلاج البسيطة، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين فيمكن علاج معظم حالات انسداد المجرى الدمعيّ، ويعتمد العلاج على المسبّب الذي أدّى للإصابة بهذه الحالة.
من أعراض انسداد مجرى الدمع ما يلي :-
– زغللة النظر.
– الشعور بألم وانتفاخ في الزاوية الداخليّة للعين.
– احمرار وتهيّج العين المصابة.
– الإصابة بعدوى العين مثل التهاب الملتحمة .
– خروج إفرازات أو سائل مخاطيّ من العين.
– الإصابة بالحمّى، في حال كان انسداد مجرى الدمع ناتجاً عن الإصابة بعدوى بكتيريّة.
من أسباب انسداد مجرى الدمع ما يلي :-
1- تضيّق القنوات المسؤولة عن تصريف الدمع من العين بسبب التقدّم في العمر.
2- الإصابة بورم في الأنف أو في أحد المناطق القريبة من نظام التصريف الدمعيّ.
3- التعرّض إلى إصابة أو كسر في الأنف أو الوجه، أو تشكّل النسيج الندبيّ في مجرى تصريف الدمع أو بالقرب منه قد يؤدي إلى انسداده والضغط عليه، وتجدر الإشارة إلى أنّ تجمّع أجزاء صغيرة من الأوساخ أو الخلايا في مجرى تصريف الدمع قد يؤدي إلى انسداده أيضاً.
4- تشكّل الزوائد اللحميّة في الأنف، ممّا قد يؤدي إلى انسداد مجرى الدمع.
5- الإصابة بعدوى أو التهاب مزمن في العين، أو الأنف، قد يؤدي إلى انسداد مجرى الدمع، ويُعدّ التهاب الملتحمة
6- استخدام بعض الأدوية والقطرات العينية، ففي بعض الحالات النادرة قد يتسبّب الاستخدام المطول لبعض القطرات المستخدمة في علاج الماء الأزرق بانسداد مجرى الدمع.
7- انتفاخ القنوات الدمعيّة نتيجة التعرّض للعلاج الكيميائيّ، أو الإشعاعي المستخدم في علاج مرض السرطان.
من طرق علاج انسداد مجرى الدمع ما يلي:-
· الانتظار ومراقبة الحالة: لا تحتاج معظم حالات انسداد مجرى الدمع لدى الأطفال إلى علاج، وتزول من تلقاء نفسها خلال بضعة أشهر من ولادة الطفل؛ بعد اكتمال نمو جهاز التصريف الدمعيّ لديهم، وفي حال تأخّر انفتاح مجرى الدمع يمكن القيام بعمل مسّاج خاص في زاوية العين للمساعدة على جريان الدمع عبر القنوات الدمعيّة.
· علاج العدوى: في حال الشك بوجود عدوى بكتيريّة أدّت إلى انسداد مجرى الدمع، يمكن علاج الشخص المصاب باستخدام قطرات العين التي تحتوي على أحد المضادات الحيويّة، أو باستخدام المضادات الحيويّة الفمويّة.
· التوسيع والغسل: يمكن استخدام هذه الطريقة في حال وجود انسداد جزئيّ في القناة الدمعيّة، حيث يتمّ توسيع القناة الدمعية باستخدام مسبار صغير ثمّ غسلها، وتعطي هذه الطريقة شعوراً مؤقتاً بالراحة، وتُعتبر من العمليّات البسيطة التي لا تحتاج الدخول إلى المستشفى، أمّا بالنسبة للأطفال الرضّع فيتمّ تخدير الطفل تخديراً كاملاً قبل هذا الإجراء العلاجي.
· القسطرة البالونيّة: يمكن اللجوء إلى هذه العمليّة في حال عدم نجاح الخيارات العلاجيّة السابقة، أو في حال تكرار الإصابة بانسداد مجرى الدمع، ويتمّ خلال هذه العمليّة إدخال أنبوب يحتوي على بالون داخل القناة الدمعيّة، بعد تخدير المريض، ثمّ يقوم الطبيب بنفخ البالون وتفريغه عدّة مرات لفتح القناة الدمعيّة المغلقة.
· زراعة أنبوب أو دعامة: يتمّ القيام بهذه العمليّة بعد تخدير المريض تخديراً عاماً، حيثُ يتمّ إدخال أنبوب رفيع مصنوع من السيليكون، أو البولي يوريثان ، داخل أحد الفتحات في طرفي العين عبر قنوات تصريف الدمع ووصولاً إلى الأنف، ويُترك هذه الأنبوب لمدّة تقارب الثلاثة أشهر قبل إزالته، وقد يصاحبه حدوث بعض المضاعفات الصحيّة مثل الالتهاب.