تاثرت مناطق غرب ووسط #البحر_المتوسط بموجات حارة “قاسية وغير مسبوقة” تسببت في ارتفاع درجات #الحرارة إلى أرقام قياسية في كل من الجزائر وتونس وجنوب أوروبا وأجزاء من اليونان.
ووصلت درجات الحرارة إلى حدود 50 مئوية في تونس، و49 مئوية في أجزاء من #جنوب_أوروبا، تسببت هذه #الموجات_الحارة القاسية وغير المسبوقة في السجلات المناخية الحديثة إلى ارتفاع حرارة مياه البحر المتوسط ( وهذا لا يعني أنها لم تحصل قبل السجلات المناخية الحديثة) .
أسباب هذه #الموجة_الحارة القاسية..
ومع تحليل خبراء مركز وسم الأقليمي لسبب هذه الموجة الحارة القاسية، فهناك أسباب تعود لتنظيم #الغلاف_الجوي، وأسباب أخرى ديناميكية نشأت من تغير طارئ حدث في المنطقة الاستوائية.
– قوالب جوية متطرفة أقصى شمال المحيط الأطلسي..
إن تبعات ارتفاع الحرارة في مياه شمال المحيط الأطلسي تسبب في تشكل #عواصف_قوية غير اعتيادية بالنسبة لفصل الصيف في أقصى شمال منطقة المحيط الأطلسي كانت تتعمق نحو غرب وشمال غرب القارة الأوروبية بسرعة، تسبب ذلك في دفع رياح ساخنة جدا قادمة من منطقة الصحراء الكبرى ونحو غرب ووسط البحر المتوسط، إن ذلك ينعكس على ايجابية قوية للدروانية القطبية حول منطقة القطب الشمالي والمستمرة في بعض الفترات منذ الموسم السابق مع حصول التطرفات في بعض الفترات.
تزامن ذلك مع اشتداد على سرعة التيار النفاث ( وهي تيارات قوية تهب على ارتفاعات عالية تفصل بين الكتل الهوائية المختلفة) ، نتج عن ذلك في حصر الكتلة الهوائية الحارة في أجزاء واسعة من غرب ووسط البحر المتوسط وحتى أجزاء من اليونان وجنوب تركيا، وجنوب أوروبا وارتفعت الحرارة إلى أرقام قياسية، بالرغم أن هذه الموجات الحارة القاسية لم تمتد إلى بلاد الشام وشرق البحر المتوسط، إلا أنها تسببت في ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية في بعض المناطق.
– نشاط ( ديناميكي) عالي في المنطقة الاستوائية ..
وكثر الحديث عن ظاهرة النينيو المناخية المتسببة في اشتداد الموجات الحارة، وبالرغم من بعض المبالغة في وصف الأحداث الجوية الحارة في مختلف مناطق العالم وكأنها تحدث للمرة الأولى، إلا أن ظاهرة النينيو بالفعل تسبب نشاطا استوائيا عاليا جدا في العديد من النطاقات الاستوائية، أهمها منطقة المحيط الهادئ ثم منطقة بحر العرب، ينتج عن ذلك سرعة في الدروانية الاستوائية أو ما يطلق عليها ( خلية هادلي الاستوائية).
إن نشاط هذه الخلية تسبب هبوطا حاد في التيارات الهابطة من خط الاستواء إلى جانبي هذا الخط، يسبب ذلك ارتفاعا حراريا “ديناميكيا” أي ان النشاط الاستوائي الزائد يسبب هبوطا قويا للتيارات على جانبيه من خطوط العرض، ويحصل هذا التفريغ في المناطق شبه الاستوائية وبالتحديد فوق الصحراء الكبرى وصحراء منطقة الجزيرة العربية وجنوب الولايات المتحدة وعدة نطاقات أخرى بالعالم.
النشاط الاستوائي المتزايد في منطقة القرن الأفريقي وأجزاء من بحر العرب مع بداية الصيف تسبب في تسخين ديناميكي قوي في منطقة الصحراء الكبرى وتشكّل مرتفعا جويا قويا فوق غرب البحر المتوسط وجنوب أوروبا، تزامن هذا النشاط مع قوة العواصف الأطلسية مما نتج عنه تعاظم على الموجة الحارة القاسية في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
المشكلة ليست فقط بالموجات الحارة بل بالتطرف الحراري في الغلاف الجوي..
وبالرغم أن العديد من وسائل الإعلام تركز فقط على الموجات الحارة، إلا المشكلة الرئيسية في الغلاف الجوي هي أكثر تعقيدا وأكثر خطورة من ( الموجات الحارة) فهناك تطرف حراري حاد في الغلاف الجوي يزيد من التغيرات المناخية خطورة.
فالعديد من مناطق العالم تشهد صيفا باردا وممطرا، بل ووصل الأمر إلى تساقط الثلوج في بعض المناطق وبشكل غير مسبوق ونادر الحدوث، ويعود السبب إلى عدم قدرة الغلاف الجوي في عملية الموزانة الحرارية نتيجة لتغيرات حادة طرأت عليه بسبب ارتفاع حرارة المحيطات والبحار المحيطة، فارتفاع الحرارة في عالم المحيطات والبحار يسبب خللا في التوازن الحراري.
ارتفاع درجات الحرارة في منطقة المحيط الأطلسي تسبب تطورا قويا وحادا في عواصف شمال المحيط الأطلسي، كذلك هو الأمر في منطقة شمال المحيط الهادئ، إن التطرف الحراري في مختلف محيطات الأرض سيسبب تزايدا في قوة العواصف الشتوية في وقت لاحق وسيزداد الأمر تعقيدا مع تموجات الغلاف الجوي الحادة المتوقعة والتي ستسبب انتقالا حراريا متطرفا بين منطقة القطب الشمالي والمناطق شبه الاستوائية والاستوائية، سينتج عن ذلك ظروف جوية “سيئة ومتطرفة حول العالم”.
فليست المشكلة في ظهور الموجات الحارة القاسية، بل تزامن هذه الموجات الحارة القاسية في مناطق العروض الوسطى المتدنية مع موجات باردة قوية وصيفية نادرة الحدوث في العروض الوسطى العليا مما يعكس خللا في عملية الانتقال الحراري في الغلاف الجوي.
هل ستتكرر الموجات الحارة القاسية في غرب البحر المتوسط؟
الموجات الحارة القاسية ستضرب منطقة غرب البحر المتوسط ولكنها ستبدأ بالامتداد نحو العروض العليا خلال شهر 8 المقبل، وينذر ذلك بتغير شكل الغلاف الجوي، خاصة مع تعاظم ظاهرة النينيو المناخية، سيتوقع أن يتزامن ذلك مع تعاظم النشاط الاستوائي وامتداد الأمطار الموسمية إلى مناطق لا تشهد بالعادة هذه الأمطار الغزيرة، وامتداد الموجات الحارة القاسية إلى مناطق بعيدة في العروض العليا والتي قد تصل إلى منطقة القطب الشمالي، والموجات الباردة والممطرة إلى العروض المتوسطة وشبه الاستوائية في مناطق أخرى.
هذه التطرفات المناخية ستوحي بظروف مناخية سيئة خلال الموسم المطري المقبل في العديد من مناطق العالم والتي ستتركز في جنوب وغرب الولايات المتحدة و أقصى شمال غرب القارة الأوروبية، ومنطقة شرق ووسط البحر المتوسط وبلاد الشام والجزيرة العربية واجزاء واسعة من شرق وشمال أسيا، بينما ستشهد مناطق أخرى موجات دافئة جدا وجافة قاسية ستتركز في منطقة غرب البحر المتوسط وجنوب غرب القارة الأوروبية.