#احترقت_الطبخة
#هبة_عمران_محمود
لقد نفد الوقود، وانفجرت النيران في كل مكان، متجاوزة الحدود وداعيةً للانتباه. نارٌ هَجمت الأرض بسرعة، وانتشرت كشرارة في كل ركن. في هذه اللحظة، جاءت حاملة الحمم، تلك الكائنات التي تدعي حماية الشعب وتقديس كرامة الإنسان، ولكنها كانت تتنكر في ثوب البراءة، بينما في الخفاء، كانت تمارس أفعال الشيطان. كانت تتنقل بين الظلال والنور، محاولاتها الخادعة للابتعاد عن الحقيقة باءت بالفشل. كانت تلك الأفعى الماكرة التي دسّت السم في كل ركن من أركان العالم، تدّعي العدالة وحقوق الإنسان، بينما كانت تبني على خراب الشعوب.
لكن الشعب، الذي أصبح يحمل في قلبه وعقله شعلة الوعي، لم ينخدع. اكتشف سريعًا أن نار الموقد الذي أُشعل لن تكون إلا ساعقة تلتهمهم. كان الشعب يدرك الآن أن التهديد الذي يواجهونه أكبر من نيران الموقد؛ كان يواجهون شرًا مستترًا يتخذ كل شكلٍ للحماية بينما يغذي الأحقاد ويغرقهم في الفوضى.
بدأت الفوضى تتحرك، واحتدمت نار الثورة في قلب الشعب، الذي أدرك أن ساعة الحساب قد حانت. كانت الوجوه التي كانت تحترق داخلهم تتعالى، تتحول إلى نيران مضيئة في مسيرتهم نحو الحرية. صرخاتهم لم تكن سوى أصداء في مكان مغلق، ولكنها سرعان ما وصلت إلى أبعد الآفاق. ما كان يبدو مستحيلاً أصبح الآن قريبًا جدًا، تمامًا كألسنة اللهب التي أحرقت الخوف وحرّكت الأرض تحت أقدامهم.
لكن السؤال بقي: هل سيظل الشعب صامدًا في وجه النار؟ أم ستكون النيران هي التي تسيطر عليهم؟