تجمعنا حول بعضنا ونحن ننظر بلهفة لمعلمتنا التي امسكت مثلثا” زجاجيا قالت لنا ان اسمه المنشور . وضعته تماما امام نور الشمس لنرى بداخله الوانا” كثيرة . أخبرتنا بان المنشور لايقوم سوى بعملية تسمى التفريق اللوني ، او التحليل الضوئي . وبأن اللون الابيض اساساً يتكون من الوان الطيف السبع الاساسية ، التي تتكون منها ايضا باقي الالوان . اللون الابيض لون اللا لون ، المتكون من كل الالوان وكانه وجد ليعلمنا بان الصفاء وجد اساسا من الاختلاف ، وبان منبع النقاء كامن في اندماجه . لكن ذلك المثلث المخروطي الصغير كما ابهرنا في صغرنا ، لازال يشغل عقلنا في كبرنا . اعتدنا عليه ، اعتدنا وضعه بيننا وبين اي شيء اخر .. لم نعرف يوما التعامل سوى على اساس منهجي اتجاه تقسيمة الالوان في مخيلتنا جعلنا لكل شيء لون ، واصبحنا نتعامل بمنهجية الاعمى اتجاه الالوان . حيث سأل رجل اعمى منذ ولادته يوما سؤال حول وصفه للالوان كما يتخيلها في مخيلته . فكان جوابه بديهي بان اللون الازرق مبلول ، والاحمر حار . حكم على الالوان بحاسة اللمس الوحيدة التي يملكها متجاهلا بان الازرق يمكن ان يكون جافا والاحمر بارد .. لازالت الالوان تفرقنا ( مخروط تلو المخروط ) ، لون تلو اللون … لم نعرف ان نصنع من انفسنا يوما لونا ابيضاً نشبهه بنقائه . لون اللالون الذي سيظهرنا اكثر جمال لو ارتديناه
