ابني و #الأنظمة_العربية
مقال الأحد 21 – 5 – 2023
كان يلعب مع شقيقته ، هرب #طفلي الأصغر منها ، فاصطدم وجهه بحافة #الباب ،كان #صدمة_قوية صرخ على أثرها وملأ بكاؤه البيت والحي ، حاولنا أن نفهم سبب البكاء ،فعرفنا أنه أثناء الهروب الكبير ارتطم وجهه وعينه بحافة الباب الحادة..بعد أن توقّف البكاء ،وبدأت مرحلة تفقّد الإصابة اكتشفنا أن رضة قوية فوق #الجفن أحدثت ورماً حول العين..بعد دقائق عندما عرف ان عينه اليمنى انتفخت عاد “للجعير” من جديد…ودأب كل خمس دقائق بالذهاب والوقوف أمام المرآة ومشاهدة الإصابة ، ثم يعود ليسألني “طابت صح”؟..فأطمئنه أنها بطريقها للتعافي..العين انتفخت أكثر ، ومنظره صار محزناً ومضحكاً بنفس الوقت..لكنه يحاول الا يصدّق ما تخبره به عينه السليمة..فيذهب للمرآة من جديد ويعود ويسألني نفس السؤال : “طابت صح”؟..أقول له : نعم..ساعات قليلة وتشفى..ثم يتنهّد ويذهب من جديد ليرى نفسه بالمرآة..
بعد عدة وقفات أمام المرآة جاء لي بنظرية فريدة من إنكار الواقع حيث قال لي بالحرف الواحد ” هاي المراية بتكذب صح؟..عيني طابت..ووجهي فيهوش اشي”..هززت رأسي موافقاً على مضض..فما وصل اليه هذا الصغير من استنتاج وانكار لما يعانيه ويؤلمه..يشبه تماماً ما تقوم به الأنظمة العربية ..هي تعرف بقرارة نفسها انها ليست في أحسن أحوالها..وصورتها مشوّهة ..وهي تعرف ان الناس يرون “ورم الفساد” في وجهها ومع ذلك تنكر ذلك..هي تعرف أن التقارير الدولية والمقرّبين والصادقين يرونها مكان “الخلل” وفقدان البصر في الإصلاح وتشوّه وجهها الذي تحاول ان تطل به على المجتمع الدولي..ومع ذلك تطمئن نفسها أنها لا تعاني من شيء.. وان “المرآة تكذب”..
#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com