
ابن المسؤول شهيد
كنت اعتقد أنه سفير في دولة ما ، أو حتى مستشار في وزارة، أو على الأقل مدير عام ، أو منصب إداري رفيع ، له سائق بسيارة نمرة حمرا، ومراسل وسكرتيرة، وتصرف له بدلات سفر وضيافة.
كنت أظن أن باشا في الجيش وعلى كتفه كل النجوم، وعلى مقدمة سيارته علم الكتيبة، تفتح له ابواب لا تفتح لغيره، ويرفع له تعظيم سلام ويخاطب بكلمة يا سيدي، وكنت أظن أن قائد حرس الحدود الأردنية كاملة المشتركة مع أربع دول يحرك الساكن بمكالمة هاتفية، يعين وينقل ويرفع ويخفض ما يشاء ومن يشاء، فلا بد أن يطلب وده.
تعودنا على أبناء المسؤولين لا بد أن يكون لهم حظوة تميزهم عن غيرهم من أبناء الحراثين والعسكر والبسطاء المتقاعدين، تحجز باسمهم مناصب وتخترع لأجلهم شواغر ويؤسس لعيونهم مؤسسات وشركات وتكسر لأجل خواطر وقوانين وتعليمات.
كنت أظن أن أبن الباشا وإن كان بالعسكرية، فليس معني بالوظيفة الميدانية بان يخرج مثل غيره يطارد مطلوب أو يهاجم خارج عن القانون، فهو يحكم باسم والده ورتبته العسكرية، كأن يكون إداري في وحدة غير مقاتله، لا سلاح فيها ولا قتال، ينعم بتبريد مكيف، وتدفئة مركزية، ولم يعرف من التدريب إلا الرياضة الصباحية.
كنت أظن أن أبن الباشا باشا “وما بعرف مع مين أحكي ”
حتى علمت أن ابن “الباشا” تلقى رصاصة بين عينية ، أي أنه كان مقبل غير مدبر، وأنه في المقدمة وليس في المؤخرة، وأنه كان بين رفاق السلاح، لا في الوحدة المركزية يتابع ما يجري عبر الأجهزة اللاسلكية. ويضع التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعية.
راشد منحت والدك رتبة أعلى من كل الرتب ، ونلت وسام الشهادة من الدرجة الأولى وكنت الأول في الرماية.
راشد هم يتوارثون المناصب ويسارعون لها ونحن نرث الوطن كابر عن كابر، سيكون ترابه أحن عليك من أمك وابيك، وستكون ضيف على ملك الملوك فهو أرفق بك منا، حتماً سيكرم نُزلك.
راشد كنت راشداً قبل غيرك. استودعك الله انت والوطن الذي لا تضيع عنده الودائع.
الدكتور هاشم الزيود، الامارات العربية المتحدة