في حضارة مصر القديمة، شكّل حيوان #ابن_آوى، الشبيه بالذئب، رمزًا لأحد الآلهة الجنائزية المصرية، أي الإله “أنوبيس”، واليوم يمكن مشاهدة هذا الحيوان في منطقة الشرق الأوسط.
واستطاع #مصور فوتوغرافي #أردني توثيق #ابن_آوى_الذهبي في #الأردن عن قرب من “مسافة صفر”، في لقطات تُعد الأقرب إلى الحيوان الشرس، والذي ارتبط بعالم الموتى في المعتقد المصري القديم.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أوضح عمّار العمري، الذي يعمل مهندسًا، أنّه يسعى من خلال توثيقه لابن آوى الذهبي، والمعروف باسم ” #الواوي”، إلى تعريف المشاهد العربي بهذا الحيوان.
ويسلط مصور الحياة البرية الأردني الضوء على ضرورة حماية ابن آوى الذهبي من الصيد الجائر، ما يؤدي بدوره إلى الحفاظ على التوازن البيئي.
ويُعد ابن آوى الذهبي من #الحيوانات واسعة الإنتشار، والتي يكثر تواجدها في المناطق الشمالية بالأردن، في محافظات إربد، وجرش، وعجلون، بحسب ما لفت إليه المصور الفوتوغرافي الأردني.
وأوضح العمري أنه التقط هذه السلسلة من الصور في بلدة لواء #المزار_الشمالي في محافظة #إربد الأردنية.
وبالنسبة إلى العمري، يتميز ابن آوى الذهبي بحجمه الكبير وجمال فرائه، وتغير لونه مع تغير الموسم.
ويتمتع ابن آوى بجسم ضامر، وأذنين طويلتين، وخطم (أنف) مدبب، وذيل كثيف قصير نسبياً، وفقًا لما ذكره موقع طبيعة قطر التابع لوزارة البيئة القطرية.
وكما يوحي اسمه، يكسو جسمه فراء ذهبي مائل للأصفر، ويختلف لونه بحسب الفصول ومناطق انتشار الحيوان وعمره.
وذكر العمري كذلك السلوكيات المميزة التي يتمتع بها هذا الحيوان، كونه من الحيوانات أحادية التزاوج، أي أنه يكتفي بزوج واحد طيلة حياته، إضافة إلى تواجده ضمن مجموعات من أجل الصيد والحماية من المفترسات الأخرى.
وبالطبع، لم تخل مهمة توثيق مثل هذا الحيوان من التحديات، إذ يشير العمري إلى أن التحدي الأصعب يتمثل في “حرصه الشديد وحذره من البشر”.
ويوضح: “يعود سبب ذلك إلى تعرضه للقتل الجائر من قبل الصيادين ومربي المواشي، لاعتقادهم أنه من الذئاب”.
وأشار العمري إلى أن ابن آوى الذهبي يمتلك حاستي شم وبصر قويتين، مما يصعّب على مصوري الحياة البرية الاقتراب منه بالقدر المطلوب من دون معدات خاصة للتمويه.
لذا كان التخفي بزي تمويهي، وداخل خيمة “مخفية”، سبباً رئيسًا لنجاح العمري بتوثيق ابن آوى الذهبي عن قرب.
وفي إحدى الصور، يحدق حيوان ابن آوى الذهبي بعدسة العمري، وكأنّه يحدّثه: “لا بأس أنا أراك، لكن سأسمح لك بالتقاط الصور لي”، على حد وصف المصور الأردني.
وعن الظروف المحيطة بتلك الصورة، شرح العمري أنّ الحيوان كان منشغلاً بالتهام الطعام، والذي وضعه المصور له حتى يستدرجه إلى موقعه.
وأوضح العمري: “أتذكّر كم التركيز الهائل الذي بذلته داخل خيمة التخفّي حتى أبقى هادئًا من دون حراك ليشعر (ابن آوى) بالأمان ويقترب للمسافة صفر”.
وكعادته، خلال تصويره الحيوانات المفترسة، يحرص العمري على احترام خصوصيتها قدر الإمكان وعدم إشعارها بأي خطر أثناء عملية التصوير، بالإضافة إلى عدم الاقتراب منها أثناء فترة حضانتها للجراء.
ومن خلال هذه الصور ومقاطع الفيديو التي شاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي، يرى العمري أنه تمكن من نشر الوعي والثقافة لدى المتابعين عن ضرورة المحافظة على “ما تبقى لدينا من حياة فطرية والتخفيف قدر الإمكان من عمليات الصيد وترك هذه المخلوقات الجميلة بسلام”، حسبما ذكره.