سواليف
أتعبتي كمية السعادة والشغف الداخلي التي دخلت إلى قلبي المتعب في أيامه الأخيرة، أتعبتي كمية الطاقة التي باتت داخلي وكأنها بركان ثار على حواسي ورغبتي في الكتابة ، أعتقدت أني سوف أتخلف اليوم بعد أن سارعت ليلة البارحة إلى الذهاب لحضورة ندوة في مكتبة عبد الحميد شومان، إلا أني تفاجأت إن الندوة ليست البارحة وأني قد سهوت عن الموعد ، ولارتباطي في هذا اليوم بعدة أمور اعتقدت أنه قد يتعذر علي حضور ندوة الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، إلا أنه في اللحظات الأخيرة استطعت الذهاب والجلوس في الصف الثالث على يسار الكاتب الجالس في الندوة.
حاولت التعمق خلال الندوة في شخصيته، كلامه، إجاباته لعلي أجد أجوبة للعديد من الأسئلة التي تدور داخلي دون أن أجد النصحية من أحد ، فاجأتني بعض الاسئلة التي أثيرت من قبل الحضور لبعض الاهتمامات التي بدت لي ساذجة في تركيبتها، إلا أني في النهاية وجدت نقسي قد وصلت للأجوبة التي أريدها ، ولكن شيئاً داخلي أرهقني منذ ذلك اللقاء لغاية العودة إلى منزلي.
أعلم بداخلي أن الكتابة موهبة من الله، وأعلم أيضاً أن الكاتب لا يستطيع دائماً وبشكل مستمر الكتابة في كل الأوقات، وهذا ما جعلني أتسائل حول الكتاب الذي ينشرون الكثير من الكتب، فما أن يلبث الكاتب على الانتهاء من كتابه الأخير حتى يبدأ بإصدار كتاب جديد في مدة زمنية مثيرة للعجب، ولكني اليوم أيقنت أن الكاتب لا يكتسب الشهرة ولا المعرفة بعدد الكتب التي تحمل إسمه، حيث إن كاتب شاب كسعود السنعوسي استطاع من خلال خمس روايات أن يحصل على كل هذا النجاح وعلى كل هذا الحضور،وهذا ما أكد لي أن الكتابة عبارة عن لحظات إلهام وإبداع ولا تأتي في كل يوم.
اليوم أحببت شجاعة الكاتب الكويتي سعود السنعوسي عندما أدركت ثباته في مواقفه وحريته في الكتابة التي يؤمن بها، و أمله أن يغير الأدب شيئاً فشيئاً من الواقع المرير الذي يمر به الوطن العربي ، وهذا ما يطمح له كل شخص لديه ضمير وانتماء قومي.