إرادة قوة المقاومة

#إرادة_قوة_المقاومة

م. #أنس_معابرة

نتجت الحرب العالمية الثانية بسبب الاختلال الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى، والاتفاقية المُذلة التي فرضتها دول الحلفاء على دول المحور خاصة ألمانيا، وكانت ولادة هتلر، عرّاب الحرب العالمية الثانية ومُشعل فتيلها.

ولكن النازيون بقيادة هتلر أرادوا أن يدفعوا الشعب إلى الحركة للانتقام، وهنا جاء دور كتابات فريدريك نيتشه الفلسفية، والتي وجد فيها هتلر ضالته، حيث قام بأخذ بعض تلك الأقوال، وفسّرها بما يتناسب مع هواه، وبما يحقق طموحاته.

كان نيتشه يرى بأن الحق للأقوى دائماً، وهو ما دفع هتلر إلى تجنيد الملايين، وغزو دول أوروبا وابتلاعها الواحدة بعد الأخرى، فهو الأقوى، ويحق له ما لا يحق لغيره.

اليوم يقوم الاحتلال بما قام به هتلر سابقاً، يقومون بتأويل الآيات المحرفة من التوراة، ثم يتعللون بها لفرض مبدأ القوة على الأرض، ويدفعون بكل تلك التعزيزات العسكرية، والهجمات الجوية المكثّفة، والقصف العنيف على المدن والمخيمات، بهدف الوصول إلى غايتهم في اطلاق سراح اسراهم دون وقف الحرب، وهو ما ترفضه المقاومة تماماً.

إن إرادة القوة التي يقوم بها الاحتلال نابعة من الدونية والاحتقار الذي عاشه اليهود لعقود طول في أوروبا، وهم بحاجة إلى إرادة القوة لاستعادة كبريائهم وكرامتهم، عبر الانتقام من الشعوب التي اهانتهم، بقتل الفلسطينيين، وتهجيرهم، وسلب وطنهم.

ان إرادة القوة لدى المقاومة اليوم لهي في أقوى حالاتها، فهي لا تحتاج إلى المزيد لاثبات قوتها وشجاعتها التي شاهدناها خلال الشهور السبعة المنصرمة، هل طلب أحد من الورود أو الزهور أن تثبت جمالها؟ كذلك هي المقاومة، فشرف الاسم فقط يكفيها.

إن المقاومة القوية اليوم؛ قوية من خلال حمل هم الأمة وقضيتهم على أكتافها، فهي تود أن تعود الحقوق إلى أصحابها، وأن يسترجع الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه ومكانته، وأن يعود للأمة قدسه، ولا تحاول أن ترتقي فوق اكتاف الآخرين ممن يدعون انتماءهم للمقاومة، أو أنهم مرتبطون بها عبر التصريحات والتهديدات، فالمقاومة منهم براء.

المقاومة لا تهدف إلى تخويف المدنيين، ولا إلى إرهاب الآمنين، ولا تهدف إلى الاضرار بالمصالح الاقتصادية لشعوب المنطقة، ولا تهدف إلى قتل عشرات الالاف من أهلها، وتشريد الملايين وتدمير القطاع، ولا تتقاضى الملايين في قصورها العاجية خارج القطاع، ولا دعت يوماً إلى حرق اليهود ورميهم في البحر كما دعا قادة الاحتلال لفعل ذلك مع أهل قطاع غزة، ولا هم قللوا من القيمة البشرية لليهود كما فعل قادة الاحتلال حين وصفوا أهل غزة بالحيوانات، ولكن كان مطلبهم في العودة إلى اوطانهم، وتخليصهم من الاحتلال الراقد على صدورهم، وتخليص المسجد الأقصى من تدنيس اليهود اليومي.

اليوم؛ المقاومة هي من تفرض إرادة القوة على الأرض، لا بالأسلحة والدبابات والطائرات والفيتو، ولكن بقوة العقيدة التي تملأ الصدور، وهي راسخة رسوخ الجبال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى