سواليف – خرج اكثر من 1200 شخص بين مقاتلين معارضين ومدنيين الجمعة من حيي برزة وتشرين في دمشق، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي، في إطار عملية إجلاء تمهد الطريق أمام الحكومة السورية لانهاء وجود الفصائل المعارضة في العاصمة.
وتشهد سورية منذ أكثر من عامين عمليات مشابهة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة، لكن عملية الاجلاء التي بدأت الاثنين هي الاولى في العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.
وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بخروج “1246 شخصا بينهم 718 مسلحاً” من حيي برزة وتشرين “في إطار تنفيذ اتفاق يقضي بإنهاء المظاهر المسلحة فيهما تمهيدا لعودة جميع مؤسسات الدولة إليهما”.
واستؤنفت الجمعة عملية الاجلاء في حي برزة بخروج دفعة ثانية مؤلفة من “664 شخصا بينهم 103 مسلحين” وفق سانا التي لم تحدد عدد المغادرين من حي تشرين. ويرجح ان من تبقى من ال1246 خرجوا من تشرين.
وخرجت الاثنين دفعة أولى مؤلفة من 1022 شخصا، بينهم اكثر من 560 مقاتلا، من حي برزة.
ويتوجه المغادرون الى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سورية.
وتدور منذ أشهر مفاوضات لاجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين الراغبين من أحياء برزة وتشرين والقابون في شمال شرق دمشق.
وتم الاحد الاعلان عن اتفاق حول برزة فيما “حصل الاتفاق حول حي تشرين وسط تكتم شديد”، وفق ما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عبر الهاتف لفرانس برس في بيروت.
وتتواصل، بحسب المرصد السوري، المفاوضات حول القابون الذي شهد خلال اليومين الماضيين تقدما للجيش السوري.
وأوضح مصدر في قوات الدفاع الوطني التي تقاتل الى جانب الجيش السوري لفرانس برس ان المقاتلين في القابون يرفضون الذهاب الى محافظة إدلب (شمال غرب) كما يحصل في غالبية اتفاقات إجلاء المقاتلين والمدنيين التي شهدتها سورية، ويفضلون التوجه الى مناطق في ريف دمشق.
ويسعى الجيش السوري، وفق عبد الرحمن، الى “تضييق الخناق على هؤلاء لدفعهم الى القبول باتفاق إجلاء”.
وبالاضافة الى تلك الاحياء الثلاثة، تتواجد الفصائل المعارضة والاسلامية مع جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في حيي التضامن وجوبر. وتسيطر الجبهة وتنظيم داعش على أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة.
وكان وزير الخارجية السورية وليد المعلم قال بداية الاسبوع الحالي “اليوم (الاثنين) بدأت مصالحة برزة ونأمل أن تليها القابون، وهناك مخيم اليرموك الذي تجري حوارات بشأن تحقيق إخلائه من المسلحين”.
وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها “مصالحات”، وتأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل ان يدخلها الجيش السوري.
وانتقدت الامم المتحدة تلك العمليات التي تعتبر أنها تأتي تحت الضغط والحصار. وتتحدث المعارضة السورية عن “تهجير قسري”، وتتهم الحكومة السورية بالسعي الى إحداث “تغيير ديموغرافي” في البلاد.