أيها الإنسان .. تأمل !!
في غمرة الزحام ، ومن بين أنفاس اللاهثين ، ومن خلف عالم لا يشبع ، ورغبات لاتنتهي ، لابد من وقفة مع النفس واستراحة مع الجمال ..
من الكلمات التي تاهت بين أصفار لاتنتهي ، وأرقام تاهت معها القلوب وحسابات باعت الماضي وأتعبت الحاضر فأضاعت المستقبل ،هناك ورود تتفتح ، وبراعم تنمو ، وطفل يبتسم ببراءة لاحدود لها..
في غمرة الزحام ، ومن برد العيون التي أصبحت بلا نظر ، والقلوب التي أضحت بلا وعي،
والجوارح التي أمست أسيرة لذاتها، هناك زهرة أقحوان تنبت بين الصخور وتغني للربيع القادم ..
في غمرة الزحام والجري خلف السراب ، واللهاث وراء المستقبل المنشود صرنا كاسحات ورد ومقاطف عشب اخضر وبنادق للدوري وللزرزور، وضحايا حب أخوي يأبى إلا أن يأكل من لحم أخيه بلا جوع ، لينبت دمعة حرى لأم ثكلى ، ودعوة مظلوم يتأوه ، وأنين طفل محروم يسكنه الانتظار على أرصفة الحرمان ..
من خلف انسان قد أصبح قاطرة من قطر هذا الزمان ، وصاروخا من صواريخ عصر السرعة ، وديناصورا من ديناصورات هذا القرن حتى شارف على الانقراض ….
هناك دمعة في جوف الليل تناجي خالقها فيطمئن قلب بذكر غافر الذنوب ..
أيها الإنسان قف تأمل فالكون به سبعة ألوان لكنك في غمرة لهاثك ودورانك بسرعة الكواكب والمجرات لن تراها إلا لونا واحدا قانيا بلا حياة ، لكن الحقيقة تبقى ساطعة كنور الشمس تنبئنا أن الكون به سبعة ألوان ،،
ايها الانسان
خفف الوطء ، تنسم عبير الورد ، تصالح مع رائحة الارض ، تذكر دوما بأن أديم هذه الارض من هذه الاجساد ،،،، عندها ستعرف مامعنى أن تكون انسان ،، وستسعد حينما تحيا كما اراد لك الله … إنسان …..
حسين محمود حشكي