أي الإشارات ننتظر لعودة العلاقات مع دمشق؟
عمر عياصرة
وزير خارجيتنا، ايمن الصفدي، في موسكو يتحدث عن سوريا، ويحاول التنسيق من اجل تبديد مخاوفنا المتعلقة في مرحلة ما بعد انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاراضي السورية.
في الاثناء، اعلنت كل من دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين اعادة العلاقات مع دمشق من خلال عودة السفارات للعمل، وتجاوز القطيعة التي بدأت مع الثورة السورية.
العرب الذين ناصبوا دمشق العداء طوال السنوات السابقة، يبدو انهم يعترفون بانتصارها وحلفاءها «ايران وحزب الله» في المعركة، فنزلوا الى الارض وقرروا العودة لمحاولات كبح جماح الوجود الايراني على الاراضي السورية.
اياً كانت اهداف الامارات والبحرين من العودة لدمشق، فالاردن معني اكثر بالتفكير مليا بإعادة علاقته مع دمشق لغايات اردنية اعمق من سطحية المواقف العربية.
الاردن لم يقطع علاقاته الدبلوماسية نهائيا مع دمشق، بل اكتفى بتجميدها وتخفيضها، مراعيا خصوصية حالة الجوار، لذلك بإمكانه استعادتها بسهولة اكبر وبضجيج اقل.
اليوم المعطيات مختلفة، فمن الجيد اننا نفتح قناة مثمرة مع موسكو، لكنها لا تكفي، وعلينا ان نتحدث الى دمشق وطهران، وان نكون اكثر ايمانا بمصالحنا في هذا التوقيت المناسب والدقيق.
القبضة السعودية تتراخى وتضعف في الملف السوري وكذلك الاميركية، فلم يعد ما يبرر انتظار رضا الحلفاء او اشارتهم، علينا ان نبادر ونقرر وفق مصالحنا الاسترايجية العليا.
لست اعترض على التريث او الهدوء في انضاج علاقتنا، ولست ضد تدقيق الحسابات الداخلية والخارجية، لكنني اطالب بخطة محكمة ومقرر في عمان فقط دون اعتبار الا لمصالحنا وخصوصية موقفنا.
ويبقى سؤال آخر يطرح على صفيح العلاقة مع الملف السوري عنوانه: هل يعيد الملك النظر في فريق السياسة الخارجية الذي يدير هذا الملف؟ هل نحتاج الى وزير او فريق مختلف لنكون اكثر جرأة على تجاوز عقد الماضي؟ اعتقد انها اسئلة برسم اجابات قادم الايام، وسننتظر.