سواليف
الموقع الالكتروني الذي تم اطلاقه تحت عنوان “معاكي” يعد الأول من نوعه في الأردن من ناحية جمعه للمعلومات والموارد وتمركزها في موقع الكتروني واحد على الانترنت، وهو بذلك يسمح للنساء من فهم القانون بشكل أفضل ويسهل عليهن عملية إيجاد الخدمات المتاحة حولهن في مجتمعاتهن. حسب البيانات الحالية وبغض النظر عن الطبقة الاجتماعية والاقتصادية أو مستوى الدخل، فإن الغالبية العظمى من الشعب الأردني متصل بالإنترنت، مما يعني أن الأفراد الذين لا يملكون وسائل مادية أو لوجستية للوصول إلى الخدمات القانونية التقليدية يمكنهم الآن البدء بايجاد بعض من هذه الموارد والمعلومات في مكان واحدعلى الانترنت.
حسب ما أفاد به 70% من المستطلعين في تقييم سريع أجراه صندوق الأمم المتحدة للسكان في نيسان لهذا العام حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، تبين ازدياد حالات العنف الجسدي والعاطفي منذ بدء جائجة كورونا. عند بدء هذه الجائحة قد تكون نجحت اجراءات الاغلاقات والحظر في السيطرة على انتشار الفيروس، إلا أنها زادت من التوتر والإجهاد والمخاطر الصحية والنفسية عند النساء والفتيات اللاتي يواجهن العديد منهن بالفعل عدم المساواة والتمييز من قبل. وأشارت كذلك بيانات من إدارة حماية الأسرة في الأردن إلى ازدياد في حالات العنف الأسري بنسبة 33٪ خلال فترة الإغلاقات والحظر الشامل في ربيع 2020 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
بينما أحرز الأردن تقدماً تدريجياً نحو المساواة بين الجنسين، إلا أنه لا يزال التمييز وعدم المساواة متواجداً ضمن الأسر والمجتمعات ومكان العمل كما هو الحال في جميع أنحاء العالم. لا تزال العديد من النساء في الأردن يفتقرن إلى حقوق الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وحماية حقوق العمال، ويواجهن حواجز تحول دون تلقيهن للمساعدة القانونية. وكذلك لا تزال الكثير من النساء مقيدات في اختيارهن لطبيعة عملهن، او حتى في الانضمام إلى سوق العمل بالإضافة إلى عبء الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والمسنين في بعض الأحيان والتي يقمن بها بشكل غير متناسب مقارنة بالرجال. وغالباً ما يُتوقع من النساء العاملات تقاضي أجر أقل من نظرائهن الرجال على الرغم من تساوي نوعية العمل (أو حتى ان كان بشكل أكبر). وأما في المنزل وضمن الأسرة، فإن بعض النساء قد يُحرمن من الميراث الشرعي أو يتعرضن لضغوط من أجل الحصول على قروض بنكية نيابة عن أسرهن مع غياب معرفتهن باستحقاقاته أو تداعياته في أغلب الأحيان.
إضافة إلى جمع القوانين التي تعنى بشؤون المرأة وخاصة المعرضات للخطر في مكان واحد على الانترنت، فإن موقع M3aki.com يحتوي أيضا على رابط لتطبيق “آمالي” الخاص بمجموعات العمل المعنية بالعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في الأردن، والذي تم تطويره لربط الناجيات وتسهيل وصولهن لمئات الخدمات المتاحة في جميع أنحاء البلاد سواء تلك القانونية أو تلك المعنية بالاستشارات والدعم النفسي وغيرها الكثير، حيث يمكن الوصول الى هذا التطبيق وتنزيله على الهواتف الذكية. تدرك منظمة أوكسفام أن بعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية للعديد من النساء في جميع أنحاء المملكة قد تحد من وصولهن إلى الهواتف الذكية أو الإنترنت. لذلك، وعلى الرغم من أن هذا الأمرغير مثالي في هذا الصدد، إلا أن هذا الموقع يعد خطوة مهمة لمنح النساء المعرضات للخطر نقطة انطلاق للوصول إلى المعلومات القانونية والتي قد يكون الوصول إليها بشكل آخر أصعب بكثير.
تقول نيفديتا مونغا، مديرة منظمة أوكسفام في الأردن: “هذا الموقع الصغير والذي قد يبدو غير هاماً، باستطاعته جلب المعلومات والموارد التي تشتد الحاجة إليها الى عدد لا يحصى من النساء والعاملين والأصدقاء وأفراد الأسر المعرضين والمعرضات للخطر أو العنف في الأردن ويجعلها في متناول أيديهم”.
وأضافت مونغا “يبدأ التمكين بالمعلومات، وجعل هذه المعلومات متاحة قدر المستطاع من أجله أن يساهم في شغل النساء لأماكن صحيحة على طاولات صنع القرار في كل من القطاع العام والخاص، عندها فقط يمكننا البدء في انتشال المجتمعات بشكل هادف من الفقر ووضع حد لعدم المساواة. وموقع الويب هذا هو مساهمة صغيرة من أجله المساعدة في التحرك خطوة واحدة نحو هذه الغاية
