#أوتار_الحزن_المشدودة..
خاص سواليف
مقال الإثنين 5/ 9 / 2022
يوم الجمعة الماضي، وقفت طويلاً أمام #أقفاص_الدجاج قي إحدى محال #الدواجن ، سبحان الله وكأني أنظر إلى #المرآة ،أملت رأسي قليلاً أمالت الدجاجة رأسها ،رفعته رفعت رأسها ،أنا هي بكل تفاصيلها ، أقف أمام المعلف آكل وأشرب ليتم بيعي بوزن ثقيل، بالمحصلة لا نختلف كثيراً عن هذه الكائنات ،نعيش في قفص ضيق ، مروحة “راتب” سقفية تؤمن الحد الأدنى من الأكسجين ، “الوازن”منا يتم ذبحه ونتف ريشه بالماء المغلي ورميه في “معّاطة”الفقر ثم سلخه وتقطيعه اجتماعياً ويغادر القطيع ولا يذكره رفاق القفص..وغير الوازن يتخلّصون منه من خلال “عرض بيع” جديد توضع على كرتون باب المحل أو يحملونه ببكم “الأربعة بليرة”..
عندما كنت في حالة تأمل شديد وشرود ذهني أعادني الى أجواء #المعاطة صاحب المحل ..عندما قال لي : “الله أكرمني بهاي المهنة”..قلت له كيف؟ قال: “لولا هالمهنة كان قضيتها بالسجون..لأني كل يوم رح أذبح واحد…هيك بذبجح الجاج وبفش غلي”.. هذيك اليوم واحد مش مكلف خاطره ينزل يحكي معي بيأشر لي من ورا قزاز السيارة بأصابعه الثلاثة..ففهمت انه بده ثلاث جاجات..قلت له حاضر..ذبحت 3 جاجات ونظفت وزبطتهم ..لما اجا يحاسب قلي : لا أنا أشرت لك ع 3 يعني بدي جاجة 3 كيلو؟..قلي: “لولا مانا ذابح 20 جاجة هذيك اليوم” ولا كان ذبحته..مش هيك الله أكرمني بهالمهنة؟..قلت له :صحيح..!!..وهل أنا مجنون لأقول له غير ذلك..
عندنا يصبح #الوطن “معّاطة” كبيرة..خارج القفص أنت مذبوح وداخله أنت مسجون..يصبّح #السكين “قوس الكمان” الذي يريح #أوتار_الحزن_المشدودة..
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com