سواليف
“أتجوّل كل صباح في بيت بناه العبيد” هكذا قالت بحماس ميشيل أوباما، سيدة أميركا الأولى، في خطابها أمس، مدللة بذلك على التغيّر الذي طرأ على حياة الأميركيين منذ 1700، حيث تعيش اليوم أسرة سوداء داخل البيت الأبيض.
في خطابها الإثنين 25 يوليو/ تموز، بالمؤتمر الوطني الديمقراطي، أكدت أوباما أن البيت الأبيض أصبح دليلاً على تغير الحياة في أميركا، حيث بناه “العبيد” وتعيش به اليوم أسرة سوداء، وتابعت “أرى ابنتَي شابتين جميلتين وذكيتين، تلعبان مع كلبنا في حديقة البيت الأبيض، وبسبب هيلاري كلينتون، فإن ابنتَي وأبناءنا وبناتنا سيعتبرون أنه من المسلمات أن تصبح امرأة رئيسة الولايات المتحدة”
وأضافت أوباما “لا تسمحوا لأحد أن يخبركم بأن هذه البلاد ليست عظيمة، نحن في حاجة إلى أن نجعلها عظيمة مرة أخرى، لأنها حتى الآن أعظم بلاد الأرض”.
ورغم الخطاب الحماسي المؤثر لأوباما، إلا أن عاصفة من الانتقادات نالتها، موجهة لها الاتهام بالكذب بشأن من قام ببناء البيت الأبيض.
ووصفت أوباما أكثر سيدات أميركا الأُول عنصرية، لادعائها أن السود هم فقط أصحاب الفضل في بناء البيت الرئاسي قبل 300 عام، بينما يؤكد المناهضون لأوباما بأن هذا البيت بناه الجميع من أوروبيين وإيطاليين وإسكوتلنديين وآيرلنديين وسود وآخرين.
هذه ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها أوباما فخرها بتواجدها في البيت الأبيض الذي بناه العبيد، بحسب وصفها، وإنما رددت نفس الجملة في حفل تخرج City College بنيويورك هذا العام، حيث أشارت في خطبتها إلى زوجها باراك أوباما الذي وصفته بـ “الشاب الأسمر الذي جاء من كينيا كآلاف الشباب يحلم بنفس أهدافكم التي جئتم بها إلى أميركا، إلى أن أصبح اليوم رئيساً لأميركا” ورددت نفس الجملة بقولها ” أستيقظ كل صباح في بيت بناه العبيد، أرى ابنتَي الشابتين السمراوتين والجميلتين وهما تشيران إلى أبيهما الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة”.
الروايات الرسمية تشير إلى أنه بدأ البناء في مقر الرئاسة الأميركية “البيت الأبيض” في العاصمة واشنطن عام 1792، واختيرت هذه المدينة حيث تقع بعيداً عن الازدحام السكاني، بين ولايتي فرجينيا وميرلاند، وهو ما أثر على سهولة جلب العمالة بغرض البناء.
المفوضون من قبل الكونغرس الأميركي بمقاطعة كولومبيا D.C.، وبإشراف من الرئيس، خططوا في البداية لاستيراد العمالة من أوروبا، غير أن هذا الأمر كان صعباً إلى حد كبير، وهو ما اضطرهم إلى تشغيل العمالة الأفريقية الأميركية، حيث كانوا من العبيد وقاموا بذلك بدون أجر، بحسب وثائق تاريخ البيت الأبيض الرسمية، وذلك لسد الحاجة من العمالة لبناء عدد من الأبنية الحكومية حينها.
ومن ثم انضم العمال العبيد في ذلك الوقت إلى الأميركيين البيض والحرفيين الذين جاؤوا من ولايتي فيرجينيا وميرلاند والمهاجرين من أيرلندا وإسكوتلندا وعدد من الشعوب الأوروبية.
هافنغتون بوست