أنا بريئة من النسوية

أنا بريئة من #النسوية

#حنين_عساف

جملة لم تتوقف كثير من #النساء عن ترديدها في الفترة الأخيرة.
النسوية التي منحت النساء اللواتي يتبرأن منها اليوم حق التعليم، والدخول إلى #سوق_العمل، والانتخاب، والترشح لتولي المناصب القيادية، وصولًا إلى التشريعات التي تجرّم العنف والتمييز ضد المرأة. فما الذي حدث فجأة؟ ولماذا باتت النسوية وكأنها وصمة عار تعلن النساء في المجتمعات البراءة منها، ويرفضن ارتباط أسمائهن بها؟

تتعدد الأسباب: فالبعض يرى أن النسوية تضع الرجل في موقع الخصم الدائم، والبعض الآخر يعتبر أن صورتها الغربية لم تعد منسجمة مع السياق الاجتماعي والثقافي لمجتمعاتنا. وهناك من يراها سعيًا لتفكيك الأسرة وإشعال صراع عبثي مع الرجل.

لكن النسوية ليست قديسة ولا شيطانة. هي حركة نضالية حملت نقاء النوايا أحيانًا، وارتكبت أخطاء في مسارها أحيانًا أخرى. قد تتبرأ النساء منها اليوم، لكن لا أحد يستطيع أن يمحو فضلها. فالنساء اليوم ينعمْن بثمار هذا النضال، وكثير من الحقوق التي تُعد بديهية أصبحت واقعًا بفضل جهود نسويات كنّ يحلمن بها يومًا كأمنية بعيدة المنال.

نعم، ربما تعرضت الحركة للتشويه، وربما أخطأت في بعض مساراتها. لكن ذلك لا يعني أن النساء عدن إلى نقطة الصفر. كثير منهن يفضلن اليوم استخدام مصطلحات بديلة مثل “العدالة” و”الإنصاف” و”مناهضة التمييز” بمختلف أشكاله. قد تختلف التسميات، لكن الجوهر واحد: هو البحث عن حياة أكثر عدلًا وإنصافًا للنساء.

ومهما كان حجم التشويه، لا يمكن أن نلغي نضال النسويات عبر القرون الماضية. فهؤلاء النسويات هنّ من جعلنكِ تختارين وتكونين صاحبة قرار… حتى في إعلانكِ التبرؤ من النسوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى